إليك الشرح
أن القمر قمران: قمرٌ حقيقي وقمرٌ مجازي، فالقمر الحقيقي هو قمر السماء، والقمر المجازي
هو الوجه، وهو المذكور هنا، وأن النظر كذلك إما أن يكون نظراً حقيقياً، أو يكون نظراً
مجازياً، فعين البصيرة وعين البصر: وأن الرجل أراد ادعاءً أن يجعل الحقيقة مجازاً وأن
يجعل المجاز حقيقة، فقال: رأت قمر السماء فأذكرتني ليالي وصلنا بالرقمتين كلانا ناظرٌ قمراً
ولكن رأيت بعينها ورأت بعيني فعينها عين الحقيقة، وقد انقلبت إلي فكنت أنا ناظراً بعين
الحقيقة وهي التي تنظر بعين المجاز. فمن لم يكن عارفاً بما يفهم به مثل هذا من اللغة
العربية، سيقع في إشكالات لا نهاية لها.