أيها البحر !
قرأت مقالتَك -وقد كنت على موعد مع طبيب الأسنان- ثم ذهبت إليه فلما أراد أن يخدّر ضرسي قلت له : لا حاجة إلى ذلك فأنا مُخدّر !
ويحك ما تلك الكأسُ التي أسقيتنيها ؟
صرف مسلطة الشعاع كأنما *** من وجنتيـ(كَ) تُدارُ والأحداقِ
دعني أتغزّلْ بك ، فأنا سكران بما كتبت عني سُكْرَ الصوفيّ ، فلا تثريبَ عليّ !
وإن كان بي جنونٌ فأنت :
جنونُك مجنونٌ ولستَ بواجدٍ *** طبيباً يداوي من جنونِ جنونِ
وما أخطأتُ حين قلتُ فيك :
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
إذا جلست معه فتحدثت فرأيته ساكتاً بادرتك نفسُك بالعُجب وكدتَ تحقره حتى إذا تكلم ألفيتَ كلامَه الدرَّ ، وانكسر عُجبُ نفسك فلا تحسّ بك إلا قد فغرت فاكَ وجفّتْ عيناك من طول النظر إليه ، فإن أنتَ أفقتَ ووجدتَ نفسَك على تلك الحال لا تملك إلا أن تلجمَ فمَكَ ، وتغمضَ عينيكَ ، وتخفضَ رأسَك ثم تبتسمَ ابتسامةً خجلى . على أنه –وهو هو بحلمه وعلمه- متواضع يحدثك وكأنك أعلمُ منه ، يغضي حياءً ويُغضى من مهابته ، أنيسٌ لمن هو دونه ، وكفى بالمرء نُبلاً وفضلاً أن يأنسَ به العامةُ ويعرفَ فضلَه الخاصة ، فلله أنت يا (كِرمع) !
أديب أريب ، قلمُه طوعُ أملِه وألمِه ، وشاعرٌ مُجيدٌ شِعرُه طوعُ شعورِه ، وترى الناس إذا قرأوا له سكارى وما هم بسكارى ، فهو إذا كتب سيّدُ ما يكتب ، والناس لما يكتبه عبيد . حِسُّه مُرهفٌ وقلبه نقيّ شفاف ، فكأنه غُسّل بالسلامة ثم عُفّر بالسماحة فلا تكاد تخشى إذا بَدَرَ منك ما بدر أن يجد في نفسه عليك ، وإن يكاد قلبُه يتفطر لذلك فلله أنت يا (كِرْمع) ! |
|
 |
|
 |
|
ولكنك كريمٌ ، إذا أعطاكَ أحدٌ لؤلؤةً تأبى إلا أن تردّها عليه تاجاً مُرصّعاً بالجواهر و اللآلئ فهنيئاً لنا بك !
سأكون هنا بلا شك وألتهم كل ما تكتبه أيها المبدع !

__________________
.. .
. .. { اللهمّ إني أسألك سَوْقَ الأفكار إلى سُوق ِالابتكار } جُـننـّا بليلى وهي جُنـّتْ بغيرنا *** وأخرى بنا مجنونة لا نريدها
.................................................. .................................مـدونـتــــي
.
|