بسم الله الرحمن الرحيم
ارْحَلْ
إليهم ، وإلى الصمت المطبق !
يوم الأحد 17 / 2 / 1429 هـ
[POEM="font="Traditional Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
ارحلْ ، فأرضُكَ أرضُ قحطٍ سبسبُ=وزمانُكَ المسكينُ شيخٌ مُتعَبُ
والساكنونَ به –برغمِ حياتِهم-=جُثثٌ مُرِمّاتٌ تجيءُ وتذهبُ
ارحلْ ، فإنّ الليلَ ليلٌ سرمدٌ=ونجومُهُ مُستحيِيَاتٌ غُيّبُ
وإذا الكِرامُ مع الغوادي أدلجوا=وعلى صباحِكَ قد أناخَ الغيهبُ
فالحقْ بأحياءِ القبورِ مُكرّماً=فالعيشُ بينهمُ أعزُّ وأطيبُ
كيف المُقامُ لمن تَعَطَّشُ نفسُهُ=للعِزِّ ، والأمداءُ ذُلٌّ مُعشِبُ
دارَ الزمانُ ولم تَدُرْ أمجادُنا=والعزمُ واهٍ والحوادثُ قُلّبُ
جادتْكَ يا ابنَ الأرذلين غمامةٌ=وبُروقُ أربابِ المكارمِ خُلّبُ
لا يغرُرَنّكَ ، رُبّ ربعٍ طلَّهُ=غيثٌ ، ولكنْ أهلُهُ قد أجدبوا
سَخِرَتْ بقومي الحادثاتُ فليتهم=لمّا دَهَتْهم شَمّروا وتأهّبوا
عبثَ الضلالُ بهم فوا عجباً لهم !=وبِكفِّهم عينُ الهُدى لا تنضبُ
حارَ الحليمُ بهم ، وخابَ رجاؤهُ=ما عادَ يرغبُ بعدهم أو يرهبُ
ومن العجائبِ لهوُهُم وسُباتُهم=والريحُ قد هبّتْ وصرّ الجُندُبُ
وَهُمُ الأسودُ ولا يُهابُ زئيرُها=والكلبُ أنذرَها وذلكَ أعجبُ
لله درُّكَ أيها الأسدُ الذي=إن هُرَّ فهو على حَيَاءٍ يشجُبُ
ومُعيِّرٍ ركبَ الصعابَ وما به=جَهدٌ عليها ، والمُؤمّلُ أصعبُ
كم طالبٍ شيئاً ودونَ مُرادِهِ=لُجَجُ المنايا حين عزّ المطلبُ
أتُعيِّرُ الزهرَ البديعَ ذبابةٌ ؟!=أيُعيِّرُ القمرَ المنيرَ الأجربُ ؟!
إن الشواهقَ لا تُدكّ بصخرةٍ=والشمسُ ليستْ بالبراقعِ تُحجَبُ
وهُمُ الذين عقولُهم ضِلّيلةٌ=وإذا اهتدتْ فعلى الجوارحِ تكذِبُ
صُفرُ الوجوهِ خفيفةٌ أحلامُهم=وقلوبُهم حقداً وقيحاً تثعُبُ
يا أيها الدّغِلُ الخبيثُ فؤادُه=حاشى محمّدَ ما تقولُ وتكتبُ
إنّ الرسولَ لخيرُ من وطأ الثرى=عَطِرُ الأرومةِ كاملٌ ومُهذّبُ
نورٌ ولكن من تُرابٍ خلقُهُ=بَشَرٌ ولكن بالضياءِ مُركّبُ
وإذا تكلّم أصغت الدنيا له=وإذا بدا استحيى وأغضى الكوكبُ
وإذا مشى ، فالأرض من فرحٍ بِهِ=تهتزّ والأرجاءُ بِشراً تطربُ
وسلِ الصخورَ إذا مشى بجوارها=فكأنها لِلِقائِهِ تتوثّبُ
تتنفس الآفاقُ من أنفاسه=والبحرُ إن وافاهُ ريقُكَ يعذُبُ
عجز الثناءُ عن الوفاءِ وأقصرتْ=عنك القصائدُ ، والمدائحُ تتعبُ
وإذا غضبتَ فأنت ليثٌ باسلٌ="وإذا رحمتَ فأنت أمٌّ أو أبُ"
وإذا مشيتَ بموكبٍ باتتْ له=شُوسُ الملوكِ ذليلةً تتهيّبُ
يا صاحِبَيْ رحلي وقد عَظُمَ الجوى=والقلبُ من أشواقِهِ يتلهّبُ
أرأيتُما قبرَ النبيِّ كغيمةٍ=بيضاءَ يسكنُها ثراهُ الأطيبُ؟
يا ليتني كنتُ الضريحَ مكانَه=فأنالُ من جسدِ النبيِّ وأقرُبُ[/POEM]
اللهم صل وسلم على نبيك وحبيبك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين