سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مشهورين أحدهما كان صدره مليئا بالتفاؤل والآخر كان يتشائم ولو كانت الجنان محيطة به .
وفي أحد الأيام أخرج الشاعرين رأسيهما من نافذة السجن الصغيرة ، فأشاح المتفائل بنظره صوب السماء ليرى النجوم الجميلة وهدوء السماء المطرق ، فانشرح صدره واطلق ابتسامة جميلة ، أما صديقه الذي لا يعرف للتفاؤل بابا أطرق برأسه للأسفل فرأى الأراضي مليئة بالطين فرجع مكانه خائبا حزينا .
موضوعي ليس عن التفاؤل فقط بل عن أمر يسببه التفاؤل ولايفارقه أبدا وهو الخروج من الأزمات .
لقد خرج السجين الاول من أزمته ولو مؤقتا وشرح صدره لأنه كان متفائلا ونظر لجانب الحياة المشرق .
أما صديقه فقد تشرب التشاؤوم حياته فزاد بؤسه برؤية الطين .
فكن متفائلا ذكيا ، اصنع من الليمون شرابا حلو ، اخرج من الأزمات بمواقف سعيدة .
فالذكي الذي يحول خسائره لأرباح ، والجاهل التعيس الذي يزيد الحسرة مرارة .
طرد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام من مكة فأقام دولة ملأت سماء التاريخ ورسخت في قلوب البشر ، سجن أحمد بن حنبل ، فصار اماما لأهل السنة ، وحبس ابن تيمية فصار عالما ومرجعا كبيرا ، ولد ابن باز فاقدا عينيه فصار العالم الاول في هذا الزمان .
هذه بعض النماذج لمن لعقو العسل بعد لسعات النحل ، ولمن صنعوا من الليمون شرابا حلوا ، فذهل
منهم الجمهور ، وصفق لهم التاريخ .
كيف قهر هؤلاء مصاعبهم ؟! وكيف خرجوا ابطالا من رحم المعاناة ؟!
أليس التفاؤل سببا من الأسباب ؟ بلى . لم يصل هؤلاء الابطال وغيرهم لما وصلو اليه لو احبطهم التشاؤم ، لم يكونوا ليصلو لو أنهم لم ينظروا لجوانب الحياة المشرقة . فقد عرفوا أن لكل كهف مظلم فرجة ينفذ منها الضوء ويدخل منها الهواء لينتعشوا ويدخلو في دروب النجاح .
اذا داهمتك داهية فانظر في جانبها المشرق ، فالشمس تنفذ غلى المغارة المظلمة من فرجة صغيرة كعقل الجاهل ، اذا لدغتك عقرب فاعلم أن سمها مصل واق ، واذا وجدت ثعبانا فخذ جلده الثمين ، واذا لعقت مرا فاضف له حفنة من العسل او السكر .
تكيف في ظرفك القاسي لتخرج منه زهرا ووردا وياسمين .
انظر للوجه الآخر من المأساة فلكل حائط فرجة .
لو كتبت موضوعا ولم تجد الردود فاستفد من أخطائك وتعلم منها ولا تخرج من المنتدى إلا بعد
أن تصنع نجاحك بيدك وتكتب موضوعا آخر تجمع فيه تميزك لتجبر الجميع على الرد .
لو حذف لك موضوع ظللت تكتب فيه بالساعات فاعلم انك ارتكبت خطأ ، فعد للبداية لتكتشفه وتعود بقوة لابداع أفضل ، لا تدع للتشاؤم مكانا في قلبك ، لا تعتقد أن الردود لم تأت لأنك فاشل ، وأن الحذف لأنك متعدي ، بل تفاؤل بهذا المكان واعلم انه لا يقبل الخطأ ، وابدأ من حيث انتهيت ، وستجبر الجميع على احترامك . اذا ألمت بك المصائب أو حاصرك الفشل فتمثل قول رسولك الكريم عليه الصلاة والسلام [[ تفائلوا بالخير تجدوه ]] فلا تتشاءم من الحياة ولا تقهرك الظروف بل
:: [ اصنع من الليمون شرابا حلوا ] ::
وقفة :
يقول احدهم : الإبتسامة مفتاح السعادة ، والحب بابها ، والسرور حديقتها ، والايمان نورها ، والامن
جدارها ، وازيد أنا (( والتفاؤل هو بيتها )) .
ومضة :
قال البشاشة ليس تسعـد كائـنا * يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت ابـتسم ما دام بينك والردى * شـبـرا فإنـك بـعـد لـن تـتـبسما
|