_2_
كان هذا الحب منطوياً في أعماقه على
شعار اليأس..!!
إنني أحب وكأن هذا المحبوب صورة في
النفس والنظر إليه يثبتها!!
إن هذا الحب يرسل أشعته المتموجة لترتطم في الفؤاد
فينفجر انفجاراً لايسمع دويه الصامت
إلا من كان له معرفة به..
إنه بدأ من نظرة هزت النفس وجعلته
حيوانيًا يهيم بالملموس!!
ينظر فلايرى إلاجسداً قد أخفي.
ثم استحال هذا الحب بعد أن أمعنت النظر
إلى موقظه أحلام يقضة وشيء من
الشوق الهمجي..!!
ثم في أول نظرة بعد الحرمان
الطويل روح لاتخالطها نزعة من جسد
كأنه روح ملائكية
تنفث في جسدي رعشة من العيش في العالم
الممزوج بالتأمل..!!
أصبح وكأنه روح تمتد لتصل للسماء..
أصبح وكأنه لايتعامل مع قوانين الجسد
بل لايسوغ لنفسه التفكير في هذا
أصبح هذا الحب زاداً للعيش
في الخيال المشوب
بالحزن,تعانقه نكهة
من الحرمان!!
أصبحت أعيش في مملكة الروح التي يسكنها النساك
والصوفيون والعشاق على اختلاف مشاربهم..
إنهم يجتمعون في عالم الصفاء والخيال
والتأمل في الوجود ..!!
وكلهم دخلوا هذه الروح عن طريق الجسد..
فالصوفي بدأ من تمارينه الجسدية إلى التحليق في الخيال ..
والمحب بدأ من نظرته الجسدية
إلى الخيال ..
إن الصوفي لايدخل مملكة الروح إلابعذاب
وألم فالجسد يصده عن الدخول صداً عنيفاً
ولايدخل حتى يشرع في مجاهداته الجسدية
بوحشية وقسر..
أما المحب فإنه يساق إلى عالم
الروح سوقاً من
غير إرادة..
فتنقلب جنته ناراً تلظى..
إن جنة الصوفي هي نار المحب المتمثلة في الروح
وجنة المحب هي نار الصوفي
المتمثلة في الجسد..
إن المحب يتلاقى هو والألم والعذاب
وجهاً لوجه, ولكن الصوفي
مطمئن مرتاح..
المحب في الروح المعذبة
والصوفي في الروح
المطمئنة..
والعجيب أن من يعيش في هذه المملكة
لايريد أن يخرج منها حتى ولو كان يقاسي
ألواناً من العذاب!!
__________________
إلى صدام:
يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر
قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر
صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر
من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر
شعر:
العائد الأول