|
حي ( الضاحي)...من رآك؟!
هل رأى أحدكم يوما ما رائحة بعينيه؟!
أو سمعها بأذنيه؟!
أو لمسها بيديه؟!
الروائح في حي الضاحي في مدينة بريده
تخاطب الحواس الخمس جميعا!
وليس الأنف فقط!
من اول ماولدت في هذا الحي وخصوصا الغربي منه
ونحن وأهله غارقون في بحر من الروائح لا ساحل له
و _للامانه _ لم استطع بعد هذه المده
تحديد خصائصها جيدا!
آه تذكرت...
اذكر أني أفقت مرة من الغيبوبة التي تسببها تلك الروائح بعد انخفاض - غير مقصود_ في تركيزها
فرضتها هبوب رائحة (العن منها)!
وعرفت أن لها خواص عامه
اذكر منها ان الحشرات تموت اذا شعرت بها
فضلا عن النفس البشرية!
وايضا عرفت ان لها قدرة في النفاذ في الأشياء
تفوق قدرة (اليورانيوم المنضب) في تدمير الدبابات في الحروب!
أي حي على وجه المعمورة
من المفترض أن يكون سكانه الأصليين من _ البشر_
سوف تجد عند مدخله لافتات الترحيب بالزوار مكتوبة بلوحات فنية
إن لم تكن مكتوبة بالورود والشجيرات الخضراء
او في أسوا الظروف ..لاتجد شيئا مكتوب!
أما حينا المنكوب
فقبل ماتدخله ايها الزائر( التائه)
سوف تجد لوحة (ان لم تفنى من شدة الرائحة)!
مكتوب عليها مشروع (طمر النفايات)!!
هاه؟!
اقسم لكم اني لا (استهبل)!
والغريب انك اذا خرجت من الحي
و- جهازك التنفسي بخير -
وعلى بعد كيلو مترات معدوده
سوف تجد مساحات برية واسعة!!
لا يوجد فيها إلا القليل من أشجار الأثل!
لماذا لم تنفذ سيئة الذكر (البلدية) مشروعها الجبار في تلك المساحات الخالية؟!
هاه؟!
تحافظ على البيئة الصحراوية؟!
وماذا عن البيئة الانسانية في حينا المنكوب؟!
يعني أنا افهم لو أن هذه المساحات الصحراوية (الأرستقراطية)
تصب فيها شلالات ( نياجرا)
او تحتظنها غابات (الأمازون )
كان ممكن أتفهم حتى لو اضطرني
ان يكون موقع المشروع هو غرفتي !!
لكن مافيها الا تراب ...والله تراب!
البلدية !
عرفت أن هذه الكلمة تشير الى الجهة المسؤولة
عن نظافة المدنية وتزيينها
اذكر كم كنت مغفلا
عندما تمنيت أن تزيل اشجار (البرسوبس) من الشوارع
لتزرع محلها اشجار جميلة وورود ملونه
انا الآن لا اطالب بالاهتمام بنظافة الحي
ولاتزيينه _ والعياذ بالله_!
ولكني اريد ان تتركه وشانه
لانريد الا الهواء الفطري الذي خلقه الله
للإنسان والحيوان والنبات!
كم اتمنى ان ينظر المسؤولين
الى ذلك الحي انه يحوي انفس بشرية
تتأذى من الروائح الكريهة!
كم هو حزين هو شعور الإنسان
عندما لا يكون همه المطالبة بالمساواة او العدل او الحرية
و لا يريد التعدي على ثوابت العنصرية في العالم الثالث
التي تفضل اهل الشمال على الجنوب
أو ما يسمى (الحضر) على (البدو)
كم هو حزين شعور الإنسان
عندما يكون اكبر همه أن يستنشق هواء طبيعي فقط!!
طيب الله هوائكم
|