كان الله في عونها
اللهم ارحم ضعفها واجبر كسرها وفرج همها
أستودع الله في بغداد لي قمراً == بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني == صفو الحياة وأني لا أودعه
وكم تشفع أنى لا أفارقه == وللضرورات حالاً لا تشفعه
وكم تشبث بي عند الرحيل ضحى= = وأدمعي مستهلات وأدمعه
لا أكذب الله ثوب العذر منخرق == عني بفرقته لا كن أورقعه
إني لأوسع عذري في جنايته == بالبين عنه ، وقلبي لا يوسعه
أُعطيت ملكا ولم أحسن سياسته == كذاك من لايسوس الملك يخلعه
ومن غدى لابساً ثوب النعيم بلا = =شكر الإله فعنه الله ينزعه
أعتضت من وجه خلي بعد فرقته == كأسما أُجرع منها ما أُجرعه
كم قائلا لي ذنب البين قلت له == الذنب ولله ذنبي لست أدفعه
هلا أقمت فكان الرشد أجمعه == لو أنني يوم بان الرشد أتبعه
إني لأقطع أيامي وأنفدها == بحسرة منه في قلبي تقطعه
بمن إذا هجع النوام بت له == بلوعة منه ليلي لست أهجعه
لا يطمئن لقلبي مضجعا وكذا == لا يطمئن له مذ غبت مضجعه
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني == به ، ولا أن بي الأيام تفجعه
حتى جرى الدهر فيما بيننا بيدٍ == عسراء تمنعني حقي وتمنعه
بالله يامنزل القصف الذي درست == آثاره وعفت مذ غبت أربعه
هل الزمان معيد فيك لذتنا ؟ == أم الليالي ألتي أمضته ترجعه
في ذمة الله من أصبحت منزله == وجاد غيثا على مغداك يمرعه
من عنده لي عهد لا يضيعه == كما له عهد صدق لا أُضيعه
ومن يصدع قلبي ذكره ، وإذا == جرى على قلبه ذكري يصدعه
لأصبرن لدهرٍ لايمتعني= = به ، ولا بي في حال يمتعه
علماً بأن اصطباري معقبا فرجا == وأضيق الأمر إن فكرت أوسعه
علَ الليالي التي أضنت بفرقتنا == جسمي ستجمعني يوما وتجمعه
وإن تنل أحدا منا منيته== فما الذي بقضاء الله نصنعه
|