بريدة ستي - مشاهدة لمشاركة منفردة

خطوة قلم · 12-03-2008, 09:14 AM

( 14 )

يكاد يمر في كل حلقة , وخاصة في بداية توجه الطلاب مرحلة من الحماس ..

وفترة تلمس فيها لديهم حب العلم , وربما أحيانا ليس لذات العلم , وإنما كون العلم من أكثر الأمور التي

يتمايز بها الإنسان عن غيره ..

ونشأ جيل داخل حلقتنا من هذا النوع ..

يتكلم بالعلم , وطلبه ..

وربما تجرأ بعضهم بقول : " فنيت الأعمار ونحن لم نطلب العلم :D " حتى يستحثك لذلك ..

وظهور هذا الأمر شيء طبيعي , بل وإيجابي إذا وجه التوجيه السليم ..

جلسنا فترة ونحن نطالب المعلم بدرس علمي , أو ينسق لنا مع طالب علم , والبعض منا لم ينتظر بل

ذهب إلى بعض طلبة العلم وأخذ منه ..

معلمنا " جزاه الله خيرا " لم يتغافل عن هذا التوجه الجديد , فبحث عن أحد طلبة العلم , والذي يكون

له معرفة بطلاب الحلق , ويكون جهده لا يتعارض مع جهد الحلقة ..

وبالفعل وجد أحد طلبة العلم , ونسق معه على أن يكون أول لقاء له معنا في رحلة في

إحدى الإستراحات ..

التقينا به وتكلم عن فضل العلم , وفضل السعي إليه ..

اخترنا ضحى الخميس ليكون هو وقت الدرس , وذلك في مكتبة المسجد الشامخة..

هذا الوقت والمكان .. أما الكتاب الذي سيُشرح هو كتاب " مختصر زاد المعاد للشيخ محمد بن عبد

الوهاب رحمه الله تعالى " نقرأ المختصر , ويشرح الشيخ ويعلق , ونكتب ورائه ما يقول ..

واستطاع معلمنا بهذه الخطوة أن يلبي الرغبة الكامنة في نفوسنا ..

واستطاع من خلال هذا الشيخ أن يغيّر , ويقيّم الكثير من تصرفات الطلاب من حيث لايشعرون ..

لا زلت أذكر حينما وصلنا كتاب الصيام , والجنائز لم يكتفي الشيخ بما في الزاد بل شرح لنا

هذين الكتابين من كتاب " منار السبيل " وذلك اكمل للفائدة ..

كان الشباب في يوم الخميس يأتون من بعد الفجر يراجعون , ومن ثم يفطرون , بحيث إذا جاء

وقت الدرس 10:30 صباحا يكونون على أتم الإستعداد ..

تخلل هذا الدرس حفظا لبعض المتون , كلأصول الثلاثة , والأربعين النووية , وغير ذلك ..

أيضا لم يقف الدرس على هذا الحد ..

بل توسع الأمر إلى الذهاب سويا يوم الجمعة إلى بعض القرى , والهجر مع أحد المشائخ المعروفين

وربما خطب بعضنا هناك , وربما تكلم الشباب بعد كل صلاة في مساجد تلك القرى ..

وتوسع الأمر ليشمل الفقراء , والمساكين , وذلك بأن يقوم الشباب بجمع مازاد من حاجات الأهل من

كسوة , وغير ذلك لنوصلها بعد ذلك برفقة أحد الشباب المهتمين بهذا الأمر إلى من يعرفهم محتاجين ..

ومن المواقف التي لاتنسى في تلك المرحلة..

أنه وفي إحدى المرات ذهبنا مع هذا الشخص الذي له معرفة ببعض الأسر المحتاجة إلى أرملة كبيرة

في السن , ولا عائل لها إلا الله ..

ذهبنا إليها وإذا هي تسكن في بيت قديم مسلح من دون تلييس ..

طرق صاحبنا الباب .. ففتحت , واستأذنها بالدخول فدخل ودخلنا معه ..

قال : تعالوا معي إلى المطبخ .. ذهبنا ورأينا بأعيننا الثلاجة مغلقة

فسألها : لماذا الثلاجة مغلقة ؟

فقالت : ليس فيها شيء , فلماذا اتركها تسرف علي كهرباء !!

وكان موقفا مؤثرا في نفوس الشباب , وخرجنا ونحن نحمد الله على نعمه الكثيرة ..

المقصود أنه بقي لهذا الدرس أثره الواضح في جوانب عديدة ..

أفادنا هذا الدرس في مسائل العبادات المهمة كمسائل الطهارة , والصلاة وغيرها ..

وأنا أكتب هذه السطور تذكرت أحد البرامج الجميلة , والذي استمر فترة من الزمن ليست قصيرة ..

هو التعاون على التبكير لصلاة الجمعة , بحيث نتواعد في ساعة معينة في مسجد الحلقة , ومن ثم

ننطلق منه إلى أحد الجوامع المشهورة بحسن خطيبها , وقوة مواضيعه كالشيخ الشاوي , أوالفاجح

أوالونيان , وغيرهم ..

وكان لهذا البرنامج دوره الكبير في غرس هذه السنة العظيمة وهي التبكير إلى صلاة الجمعة في نفوس

بعض الشباب , والتي لايزال يحافظ عليها ..

هذا الجزء قبل الأخير من الفصل الأول من هذه الذكريات ..

والجزء الأخير منها سيسلط الضوء على إحدى الذكريات الجميلة ..

وعلى صورة لا أزال أقف على أطلالها كل يوم من حياتي , وربما أكثر من مرة في اليوم ..

إلى ذلكم الحين استودعكم الله ........................... ودمتم بخير

..

12-03-2008, 09:14 AM	#3
خطوة قلم عـضـو تاريخ التسجيل: Nov 2007 المشاركات: 91	( 14 ) يكاد يمر في كل حلقة , وخاصة في بداية توجه الطلاب مرحلة من الحماس .. وفترة تلمس فيها لديهم حب العلم , وربما أحيانا ليس لذات العلم , وإنما كون العلم من أكثر الأمور التي يتمايز بها الإنسان عن غيره .. ونشأ جيل داخل حلقتنا من هذا النوع .. يتكلم بالعلم , وطلبه .. وربما تجرأ بعضهم بقول : " فنيت الأعمار ونحن لم نطلب العلم :D " حتى يستحثك لذلك .. وظهور هذا الأمر شيء طبيعي , بل وإيجابي إذا وجه التوجيه السليم .. جلسنا فترة ونحن نطالب المعلم بدرس علمي , أو ينسق لنا مع طالب علم , والبعض منا لم ينتظر بل ذهب إلى بعض طلبة العلم وأخذ منه .. معلمنا " جزاه الله خيرا " لم يتغافل عن هذا التوجه الجديد , فبحث عن أحد طلبة العلم , والذي يكون له معرفة بطلاب الحلق , ويكون جهده لا يتعارض مع جهد الحلقة .. وبالفعل وجد أحد طلبة العلم , ونسق معه على أن يكون أول لقاء له معنا في رحلة في إحدى الإستراحات .. التقينا به وتكلم عن فضل العلم , وفضل السعي إليه .. اخترنا ضحى الخميس ليكون هو وقت الدرس , وذلك في مكتبة المسجد الشامخة.. هذا الوقت والمكان .. أما الكتاب الذي سيُشرح هو كتاب " مختصر زاد المعاد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى " نقرأ المختصر , ويشرح الشيخ ويعلق , ونكتب ورائه ما يقول .. واستطاع معلمنا بهذه الخطوة أن يلبي الرغبة الكامنة في نفوسنا .. واستطاع من خلال هذا الشيخ أن يغيّر , ويقيّم الكثير من تصرفات الطلاب من حيث لايشعرون .. لا زلت أذكر حينما وصلنا كتاب الصيام , والجنائز لم يكتفي الشيخ بما في الزاد بل شرح لنا هذين الكتابين من كتاب " منار السبيل " وذلك اكمل للفائدة .. كان الشباب في يوم الخميس يأتون من بعد الفجر يراجعون , ومن ثم يفطرون , بحيث إذا جاء وقت الدرس 10:30 صباحا يكونون على أتم الإستعداد .. تخلل هذا الدرس حفظا لبعض المتون , كلأصول الثلاثة , والأربعين النووية , وغير ذلك .. أيضا لم يقف الدرس على هذا الحد .. بل توسع الأمر إلى الذهاب سويا يوم الجمعة إلى بعض القرى , والهجر مع أحد المشائخ المعروفين وربما خطب بعضنا هناك , وربما تكلم الشباب بعد كل صلاة في مساجد تلك القرى .. وتوسع الأمر ليشمل الفقراء , والمساكين , وذلك بأن يقوم الشباب بجمع مازاد من حاجات الأهل من كسوة , وغير ذلك لنوصلها بعد ذلك برفقة أحد الشباب المهتمين بهذا الأمر إلى من يعرفهم محتاجين .. ومن المواقف التي لاتنسى في تلك المرحلة.. أنه وفي إحدى المرات ذهبنا مع هذا الشخص الذي له معرفة ببعض الأسر المحتاجة إلى أرملة كبيرة في السن , ولا عائل لها إلا الله .. ذهبنا إليها وإذا هي تسكن في بيت قديم مسلح من دون تلييس .. طرق صاحبنا الباب .. ففتحت , واستأذنها بالدخول فدخل ودخلنا معه .. قال : تعالوا معي إلى المطبخ .. ذهبنا ورأينا بأعيننا الثلاجة مغلقة فسألها : لماذا الثلاجة مغلقة ؟ فقالت : ليس فيها شيء , فلماذا اتركها تسرف علي كهرباء !! وكان موقفا مؤثرا في نفوس الشباب , وخرجنا ونحن نحمد الله على نعمه الكثيرة .. المقصود أنه بقي لهذا الدرس أثره الواضح في جوانب عديدة .. أفادنا هذا الدرس في مسائل العبادات المهمة كمسائل الطهارة , والصلاة وغيرها .. وأنا أكتب هذه السطور تذكرت أحد البرامج الجميلة , والذي استمر فترة من الزمن ليست قصيرة .. هو التعاون على التبكير لصلاة الجمعة , بحيث نتواعد في ساعة معينة في مسجد الحلقة , ومن ثم ننطلق منه إلى أحد الجوامع المشهورة بحسن خطيبها , وقوة مواضيعه كالشيخ الشاوي , أوالفاجح أوالونيان , وغيرهم .. وكان لهذا البرنامج دوره الكبير في غرس هذه السنة العظيمة وهي التبكير إلى صلاة الجمعة في نفوس بعض الشباب , والتي لايزال يحافظ عليها .. هذا الجزء قبل الأخير من الفصل الأول من هذه الذكريات .. والجزء الأخير منها سيسلط الضوء على إحدى الذكريات الجميلة .. وعلى صورة لا أزال أقف على أطلالها كل يوم من حياتي , وربما أكثر من مرة في اليوم .. إلى ذلكم الحين استودعكم الله ........................... ودمتم بخير .. آخر من قام بالتعديل خطوة قلم; بتاريخ 12-03-2008 الساعة 09:18 AM.