الشيء ولا شيء
حكي أن هرقل ملك الروم كتب إلى معاوية رضي الله عنه يسأله عن :
* الشيء ولا شيء ؟
* وعن دين لا يقبل الله غيره ؟
* وعن مفتاح الصلاة ؟
* وعن غرس الجنة ؟
* وعن صلاة كل شيء ؟
* وعن أربعة فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء؟
* وعن رجل لا أب له ؟
* وعن رجل لا أم له ؟
* وعن قبر جرى بصاحبه ؟
* وعن بقعة طلعت عليها الشمس مرة واحدة ولم تطلع عليها قبلها ولا بعدها؟
* وعن ظاعن ظعن مرة واحدة ولم يظعن قبلها ولا بعدها ؟
* وعن شجرة نبتت من غير ماء ؟
* وعن شيء تنفس ولا روح له ؟
* وعن اليوم وأمس وغد وبعد غد ؟
فبعث معاوية إلى ابن عباس يسأله فكتب إليه :
× أما السيء فالماء قال تعالى ( وجعلنــا من الماء كل شيءٍ حىٍ ) .
× وأما لاشيء فالدنيا فإنها تبيد وتفنى .
× وأما دين لا يقبل الله غيره فلا إله إلا الله .
× وأما مفتاح الصلاة فالله أكبر .
× وأما غرس الجنة فسبحان الله والحمدلله ولا حول ولا قوة إلا بالله .
× وأما صلاة كل شيء فسبحان الله وبحمده .
× وأما الأربعة الذين فيهم الروح ولم يركضوا في الأصلاب والأرحام فآدم وحواء وناقة صالح وكبش إسماعيل .
× وأما الرجل الذي لا أب له فعيسى عليه السلام .
× وأما الرجل الذي لا أم له فآدم عليه السلام .
× وأما القبر الذي جرى بصاحبه فحوت يونس عليه السلام سار به البحر .
× وأما البقعة التي طلعت عليها الشمس مرة واحدة فبطن البحر حين انفلق لنبي الله موسى ومعه بني إسرائيل .
× وأما الظاعن الذي ظعن مرة واحدة فجبل طور سيناء قال تعالى ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنهُ ظلة وظنوا أنه واقع بهم ) .
× وأما الشجرة التي نبتت من غير ماء فشجرة اليقطين التي أنبتها الله على يونس عليه السلام .
× وأما الشيء الذي تنفس ولا روح فيه فالصبح قال تعالى ( والصبح إذا تنفس ) .
× وأما اليوم فعمل وأمس فمثل وغداً فأجل وبعد غدٍ فأمل .
__________________
ذنوبك يا مغرور تحصى وتحسبُ *** وتجمع في لوح حفيظ وتكتبُ
|