 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها أبو محمد النجدي |
 |
|
|
|
|
|
|
جميل أخي العائد
هُناك ملمح وهو أن رواد الرواية الإسلامية لم ينفتحوا على إبداع الآخر والغرب بالذات !
فعدم اطلاعهم على تقدم الغرب في مجال الرواية والقصة وقواعدها أفقدهم ذلك الحسي الروائي , فكانت أغلب الروايات مباشرة الطرح , ولو عُدنا لعهد الازدهار والقوة في الأدب العربي أيام الجاحظ وابن قتيبة وغيرهم , لوجدنا انفتاحهم على علوم الفرس واليونان وقولبة هذه الإبداعات بالقالب العربي الخالص كما يرى القارئ في عيون الأخبار لابن قتيبة حيثُ نجد نقولات من علوم الفرس وآدابهم ,وكذلك ابن المقفع الذي نقل إلينا من فنون الهند والفرس وصبه بقالب عربي فخرجت لنا أروع الكتابات العربية ولم يضاهيه أحد ..
|
|
 |
|
 |
|
أهلا بأبي محمد..
صدقت إن الشخصية العربية قد استفادت من الحضارات الأخرى , ليس في مجال الأدب فقط بل في عامة الأشياء..
فإذا تمعنا في الدولة العباسية وجدنا أنها استفادت من النظم الفارسية في مجال الحرب وتنظيم الجيوش حتى في العادات وفي نظام الخلافة وكذلك في اللباس وفي عامة الأمور الحياتية..
حتى أنهم استفادوا من الحضارات الاخرى في جانب الغناء!!!
فأول من أتى بالغناء طويس المغنى وذلك في زمن الدولة الأموية ثم أتى من بعده معبد والغريض وابن شريح وابن عائشة وهؤلاء كلهم في الدولة الأموية ثم في الدولة العباسية ابن جامع وإبراهيم الموصلي وغيرهم كثير..
أما في مجال الأدب فقد استفادوا من الفرس فوائد عظيمة متمثلة تلك الإستفادة في شعر المولدين وغيرهم ..مثل والبة بن الحباب وابن المعذل وأبي نواس وبشار وغيرهم , ثم أتى من بعدهم مسلم بن الوليد(صريع الغواني)ثم أتى من بعده أبوتمام حبيب بن أوس الطائي((وهو أعظمهم)).
ولكن هذا التجديد في الشعر قد لاقى ردة فعل من قبل بعض الكلاسيكيين أمثال الأصمعي وغيره كثير , وممن ثار ضد التأثر هذا الجاحظ فإنه لم يقل بأن المعاني منثورة في الطرقات((كماهو قوله المشهور ردا على الذين يفضلون المعنى على اللفظ))إلا لأجل حقده على أهل التجديد لأن جل استفادتهم من أهل فارس كانت في المعاني الجديدة والمبتكرة فلذلك كان الشعراء يستفيدون من الفرس في جانب المعنى أكثر من غيره ..ومن المضحك حقا أن الجاحظ هذا كان يهتم في نصوصه الأدبية في المعنى أكثر من اللفظ!!
وهذا من تناقضه!!
كمالايفوتني أن أذكر بأن الصراع قد امتد إلى زمن وثم توقف,,
وقد بقى هذا الصراع في زمن البحتري((صاحب النمط القديم في الشعر)) الذي قد تهاجى مع ابن الرومي صاحب التجديد في الشعر ..
ولاننس بأن حبيب بن أوس كان فيلسوفا واستفاد من اليونان استفادة كبيرة من حيث توليد المعاني وغيره فلذلك لم يولد هذه المعاني القوية التي بهر الناس بها إلامن أجل استفادته من الفلسفة!!
وانا لاأقصد بقولي هذا إلغاء الطابع العربي!!
بل أقصد الإستفادة من الحضارات الأخرى مع بقاء خصوصيتنا الحضارية..
أما في الجانب القصصي عند العرب فهو كثير , ولكنه لم ينحى الجانب الفلسفي , فإذا تمعنا في كليلة ودمنه وجدنا أن غايته إبراز الحِكَم ..
أما مقامات الحريري وبديع الزمان فإنها تهتم بالجانب اللغوي وجانب الهندسة اللفظية((التي قد أضرت بالأدب ضررا بالغا))..
أما الأغاني فغايته نقل المعلومات وجمعها عن الشعراء والمغنيين..
سرني مرورك كثيرا..
تشكر على هذا التعليق الجميل..
محبك:
العائد الأول.
__________________
إلى صدام:
يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر
قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر
صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر
من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر
شعر:
العائد الأول