..
ما أجمل هذه الملاحظات النابعة من غيرةٍ على الشريعة ، و الحرص على لم شعثِ هذه الأمة المتبددة في هذا الزمن ..
لقد كان للإمام ابن باز - قدس الله روحه - دور قوي جداً في السيطرة على الفتوى فكان له هيبته ، و كثيرٌ من الأمور الحيوية التي كان الجدل يحدث عندها ، كانت محسومةً إبّان عصره ، فلما رحل رحمه الله ، أخرجت بعض النفوس مكنونها ، و عمت الفضوى في الفتوى ، و هذا يعود لأمور ..
الأول : قوة شخصية الشيخ ، و تواصله المباشر مع كافة العلماء ، بل و حتى بعض المبتدعة ، ولا أريد التسمية .
الثاني : ثقة الأمة بهذا الإمام الجليل ، و تلقي أقواله بالقبول ، و هذه ميزة قلما تجدها عند علماء اليوم ، و البقية فيهم خير إن شاء الله ..
الثالث : كان الإمام ابن باز يشكل الرئاسة الكبرى للعلماء ، فله اجتماع معهم ، و كان بمثابة الأب أو مدير المؤسسة ، و هذا الالتئام نتج عنه تقارب في الاجتهادات ووجهات النظر ، خلاف ماهو عليه في هذا الزمن .
هناك أمور ينبغي علينا أن نفقهها حين الحديث عن هذه القضية ..
أحيانا تأتي نازلة قد غلب عليها الشر ، و طغى الاستغلال الفاسد لها ، فيحرمّها العلماء من باب سد الذرائع ، فمثلاً قد يحرم العلماء بيع السلاح في مكان معين ، و ذلك لأن مستخدميه في ذلك الوقت من اللصوص و المجرمين و قطاع الطرق ، أو لأن ولي الأمر منعه ، أو لغير ذلك من الاعتبارات الأخرى ..
و في المقابل قد يبيحون بيع السلاح أو يحضون على المتاجرة به ، في نفس البلد و لكن إذا تغيرت العوامل المؤثرة في الحكم ، كأن يقوم سوق الجهاد في سبيل الله ، أو يأمن الإنسان على نفسه على الرغم من تواجد السلاح بين الناس ، إلى غير ذلك من العوامل الأخرى .
و هذا ما يسمى في اصطلاح الفقهاء : باب سدّ الذرائع ، وهو أمرٌ اعتبره الشارع و عني به ، و من أمثلته : تحريم قيادة المرأة للسيارة .
شكراً لك أخي ، و بارك الله فيك ..