24-03-2008, 11:22 AM
|
#66
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 176
|
صباحك روقان .. و طريقك أن شاء الله أكثر أمان <== متعوب عليها ترى :D
في موقفك الأول تذكرت حادثة مشابهة حدثت لي مع الوالد حفظة الله في مكة . 
لا يخفيك حرارة كبار السن في نجد .
كنا في مكة المكرمة و لا يخفى عليك أجواء مكة في صيفية 25 و كان من ضمن الخطط المدروسة أن نسلم أمرنا إلى الله و من ثمَ نمسك الطريق إلى بريدة بعد صلاة الجمعة مباشرة ... يعني التسليمة الأولى بالحرم , و الثانية بالسيارة . و كان من ضمن التوصيات أن أخرج بالسيارة قُبيل صباح الجمعة من بطن المواقف حتى يسهل علينا الخروج .
صاحبك أعمى ... أخرج السيارة بعد صلاة الفجر و ركنها على يسار السكن و غط في نومًا عميق .
لم يوقظه سوى ولولات والدته 
صحوت قبل آذان الظهر على صوت أمي تخبرني بأنها تترقب السيارة وسط الزحام فقفزت من على السرير إلى الشباك .. فإذا بالمركبة كأنها حبة سكر بين قطع غفير من النمل . فأثرت حينها اللعنات فلا أمتلك سوها لم أفكر في الصلاة .. كثر تفكيري و تخيلاتي بوجه أبي إذا ما رأى السيارة وسط هذا القطيع , فالله غفور رحيم , و أبي حتى هذه اللحظة لا زال يعايرني بها . 
فنزلت بعجل بعد أن استبدلت ملابسي , وخرجت أحوم حولها فلا حول لي ولا قوة .
تخيل أنت الموقف . الوقت قبل صلاة الجمعة . المكان قرب الحرم الشريف . وفوقها أنت في أواخر أيام الأجازة , و ربعك كلهم راكنين سياراتهم يبي يمسكون الطريق . 
المهم .. كنت لا أملك غير بذات اللسان انتهت الصلاة و أصبحت عينأي شاخصة في القادمين أنتظر إطلالة وجه أبي فهو لا يقبل الأخطاء أبدًا إضافة لموعد جلسة لدية في أحد محاكمنا الموقرة .
أنفضت السيارات من حول قرت عيني و بقيت واحدة كـ عظم أعترض بلعوم كانت تصطف بجنب السيارة جنبًا لا جنب , لا أستطيع معها تبديلاً . و أمامي و خلفي كانت حواجز أسمنتية . 
كنت أدور كمروحة صينية , و أشتم بعد أن أزبدت و أرعدت , فتعاطف الكثيرون معي و قدموا اقتراحات كثيرة و مساعدة يشكرون عليها , حتى أن أحدهم وقف يتفحص أوراق السيارة من خلف الزجاج الأمامي و أستطاع أخراج أسمه من بين الأوراق المركونة بجانب مقعد السائق و أتصل به و إذا بهِ رقم ثابت لمنزل في الرياض ردت امرأة قائلة : أننا أخطائنا بالرقم . و نحن باتصالنا هذا نُريد الوصول إلى رقمة الجوال . المهم . من بين تعاطف الجميع و دوجاني أنا رايح جاي فلا شغلة لي سوى انتظار قدوم أبي و انفجاره .
وصاحب الكابريس البيضاء لا أدري أي أرض هي بلعته و أنا أمشط الشارع موليًا وجهي شطر الحرام أصبحت شاخصًا هكذا فأبي قادمًا يسعى يستبق الريح . و ما أن نظر إلى السيارة حتى قامت قيامته فأرعد ثم أزبد و دايرلكت نفس حركتي بداء يمشط الشارع و يحوقل بصوت عال متفحص وجوه القادمين . فأقترح أحد المتجمهرين تحريك السيارة من مكانها بأنفسنا لأن رجال المرور لم يسعفونا بحل . فلتفينا عليها و لم ننجح و ما بين المحاولات الفاشلة أتانا صوت قصيمي من بعيد يقــــــول: جاء راعي الكابرس .
فالتفت الجموع نحوا المقبل .. فإذا بهِ رجل في أوائل الثلاثينات يحمل حاجيات بين يديه و ما أن رأى وجه أبي و المتجمهرين إلا و أترك ما قبضته و أتى مسرعًا و العرق يتصبب من على جبينه معتذرًا وركب السيارة بعجل.
رغم حنقي وغضبي لساعات متتاليات إلا أنني عطفت عليه ولم أتحدث معه سوى بابتسامة صفراء و كلمات مقتضبة على اعتذاره و دعوات مكبوتة بأن لا يعاقبني الله ويضعني في مكانه 
.
آخر من قام بالتعديل صعلوك; بتاريخ 24-03-2008 الساعة 11:34 AM.
|
|
|