أبي : أهلاً بكِ .. صباح الخير .
أنا : صباح النور يا أبي .. كيف أصبحت ؟
أبي : الحمد لله .. ألمْ تفكّري بالتعليم ففيه رزق لكِ وعلم لغيركِ ..
أنا : بالأمس كنتُ أتناقش أنا وصديقتي نقاشاً بيزنطيّاً (غير مُجدي) لأني أكره التعليم في زمن قلّت فيهِ الجدّية.
أبي : صحيح . فقدْ قلّ طلاّب العلم المبتغين لذات العلم .. وكثُر طلاّب الشهادات .. ولكنّ في الأمّة من يطلب العلم لذاته وإنْ قلّوا فلا تحكمي على الجميع .
أنا : هل تقصد بالتعليم ؟ .. المساجد العامرة بطلاّب العلم -وإنْ كانوا قلّة .. أمْ المدارس المحشوة بالطلاب دون الطلب ؟!
أبي : لمْ تتركِ عادتكِ في التلكأ في الحديث والتلاعب في الحوار . .
أنا (مقاطعة) : عفواً .. أنَا أتحدّث عن واقع .. وأنت أحد الشهود !
أبي : وأنا أتحدّث عن معالجة الواقع ولست في أحضان الخيال !
*أتت أمّي وهي تلوّح بيدها ضاحكة مستبشرة حيث رأت سخونة الحوار بيني وبين أبي*
أمي : ماشاء الله .. ماهوَ محور حديث اليوم ؟ .. عن شباب العصر الفاسد أم عن حكم السعي بالمسعى الجديد أم تخططون للسفر إلى كم كم (تقصد بها هنكوك)
أبي : تعالي انظري إلى هذه المتعالمة كيف تقدح في التعليم الذي أخرجها قارئة وكاتبة بعدما كانت أميّة لا تقرأ ولاتكتب ..
أمي : أولاً صباح الخير .. و(عيّنوا من الله خير) .. كلّ مرة أراكم فيها وإذا بكم منهمكين في مواضيع لا دخل لكم بها .. بل لم يعلمَ عنكم أحد من الناس .. ولم ينظر إلى ماتقولوا فيهِ ، سفيه ولاعاقل .. فأنتم مثل الدائرة تدور ثم تعود دائرة !!
أنا : صباح المسرّات والخيرات .. لا في هذه المرّة كنت أنا الدائرة وأبي هوَ (الفرجار)
أبي : على كل حال .. أنا (فرجار) أدير الدائرة كما أشاء .. أمّا أنتِ ماعليكِ إلا الدوران
أنا : هذه لكَ .
أمي : الآن ماهي الدائرة .. لايكون حوار اليوم موضوعاً في مادة الرياضات
أبي : ههههه ، لولا خفّة دمكِ لكنت أول من سنّ سنة الزواج بخمس زوجات
أنا : هل عرفتِ الموضوع يا أماه ؟
أمي : ليس تماماً ولا لازماً ويفضّل تبديله إنْ كانَ ذاكَ
أبي : أنا قلت لابنتك أن تنظم لسلك التعليم .. معلّمة يافعة للأجيال .. ولكنّها تحتج بأن الطلاب ضعفاء ومقصّرون في حق المعلمين .. والنظام في التعليم يُساعدهم على ذلكَ إمّا بإلزام المعلّم على إنجاح الطالب أو أنّ أولياء الأمور سيشكون إلى إدارة التعليم في أن المعلمين ليسوا أكفاء .. ولكنها حجّة باطلة.
أنا : بل واهية .. كيف تريد أن أعلم في محضن ترفيه .. أو أدرّس في مكان التسلية .. فهل سأكون معلّمة جادّة في العلم راغبة في تعليم الطلاب .. أم مصارعة تدربهم حسن المطارحة واللعب والضحك ..
أمي : لا يابنيتي إنْ كانَ فيه ماقلتِ فلا حاجة لنا بهم وبتعليمهم والجلوس في البيت خير من ذلك بكثير .. فربّما جئت لنا ذات عضلات لانعرفكِ حينئذٍ
أنا : هههههه، ليسَ ذاكَ ما أرمي إليهِ قولي .. ولكن لعلّ أبي يدع ماعزمَ عليهِ في شأني.
أبي : لا رجعة في قولي .. ستكونين معلّمة يفتخر بكِ مجتمعكِ وأمّتكِ وأنا ..
أنا : إذاً لمَ تحاور وأنا كالعبد عند سيده
أبي : من باب التسلية فقط .