مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 31-03-2008, 03:23 AM   #5
واحد من المسلمين
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: في بيتنا
المشاركات: 657
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته


أوصلتنا دوريات حرس الحدود إلى سيارتي في مدينة الملك فهد الساحلية في الشاطئ الآخر.. وركبت أنا وصاحبي وابنه أنس وكان الحديث ذو شجون.. وتعجّب من هذه الرحلة الخطرة.. وقمت بإيصال صاحبي وابنه انس إلى منزله.. وكان حضوره مفاجأة لأقاربه وأصدقائه.. وجماعة مسجده.. والذين قضوا ليلتهم بحثا عنهُ في كل مكان ولم يعثروا له على أثر.. وأما أنا فلم يفقدني أحد لأني كنت أعزب وأغيب عن البيت بالأيام وهو أمر معتاد في منزل والدي .
وصلت إلى المنزل مع وقت خروج والدي حفظه الله ، حيث كان يخرج مبكراً إلى صلاة الجمعة ، ورآني أثناء خروجه من المنزل وأنا بلباس البحر ، فبادرته بالسلام وطفقت أشرح له القصة في حماس لأقدم له المفاجأة التي حدثت لي في البحر.. فانتهرني بشدة متسائلا كيف أكون في مثل هذا الوقت قادماً من البحر وأنا ارتدي الملابس الرياضية وداخل إلى المنزل والناس ذاهبون إلى أداء صلاة الجمعة.. فأردت أن أشرح له ما حدث.. ولكنه تركني وقطع علي طريق الحديث.. صليت الجمعة ودخلت بعدها في نوم عميق بعد يوم وليلة من السهر والخوف والجوع والظمأ.. وسجلت قصتنا في محاضرة مسجلة للشيخ سلمان العودة وكان عنوانها ( فقه إنكار المنكر ).. مجيبا على سؤال عن صحة الأنباء التي تتحدث عن وفاة صاحبي أبي أنس وأنه قد مات غرقاً في البحر فكان جواب الشيخ أنه لا صحة لهذه الأنباء ، وأنه لا يعلم إن كان هناك أخبار جديدة غير ما سمعه.. ثم ذكر أن الذي يعرفه أنه قد تعرض لحادث في البحر هو وابنه أنس ومعهم شخص آخر وقد نجوا بأعجوبة ثم ذكر القصة مختصرة ..
وأذكر أن صاحبي سأل فيها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله عن وضوئنا في البحر إذا لم يغمر الماء وجوهنا فقال له الشيخ: لا عليكم حرج ووضوؤكم صحيح ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ..
هذه هي قصتنا في البحر على حافة الموت.. بعيدا عن المبالغة والخيال.. وقد أعرضت عن بعض التفاصيل خشية الإطالة..
وكلما خطرت ببالي تساءلت هل صحيح أني نجوت من تلك المحنة الكبرى؟! وهل صحيحٌ أنَّ صاحبيّ الآن ينعمان بفسحة العُمر مثلي؟!! هل صحيحٌ أن ذلك الطفل الصغير (3سنوات) الذي رافقني في رحلة السباحة الطويلة أصبح اليوم رجلا يساند أبويه ويقوم بواجبه لخدمة دينه ومجتمعه؟!!
أسأل الله أن يجعل تلك الزيادة في أعمارنا زيادة خير وبركة وبر وإحسان.. وأن يرزقنا شكر نعمته.. وحسن عبادته..


انتهى..
أبو لـُجين إبراهيم

منقول من منتديات شفاء
__________________
Iقال تعالى( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنهارا)ً
واحد من المسلمين غير متصل