مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 01-04-2008, 11:37 PM   #14
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
بسم الله الرحمن الرحيم خطبة البلوتوث 20/10/1428
د صالح التويجري
الثقافة قبل التقنية فمن مشاكلنا استقدام واستخدام التقنية قبل نشر الوعي والثقافة التي تحقق منافع التقنية
ان أهمية رفع المستوى الثقافي والوعي لدى المجتمع، واصلاح الخلل الحاصل لدى شريحة كبيرة ومهمة من شبابنا، وأرجو الا أكون (جارحا) في صراحتي ونحن بصدد مراجعة النفس والحوار البناء من أجل مجتمع يتلمس عيوبه ومشاكله، ويصلح الخلل الذي تعرض له المجتمع على اثر خطوات التحول والتغيير
/إن انغماس الشباب في ظاهرة (الإنترنت) والبلوتوث وجلسات (الحوار أو الشات) الذي تم اختراعه لكي يكون مصدرا ثريا للمعلومات العامة والثقافة، وليس مجالا لترفيه غير مفيد، ان لم يكن الضار، مما ساعد على الانحراف وصرف الوقت وإنهاك الذهن في متابعة المواقع الكثيرة المشبوهة، مما ادى الى انخفاض معدلات النجاح وتكرار الرسوب في الامتحانات وانخفاض مستوى التعليم بشكل ملحوظ./ وانحسار التواصل بين جيل الآباء والجيل الجديد الذي وصل الى حد ما يشبه (القطيعة)، الامر الذي أدى الى حرمان هذا الجيل من مصدر ثري للمعلومات والثقافة العامة. لقد كانت مجالس الآباء أو الاخوة الاكبر سنا منهلا لهذه الثقافة والمعرفة
/من المسؤول عن توعية المجتمع ورصد مؤشرات الانحراف وتجاوز الحكم العشوائي على الناس المثقف..ام الممؤسسات التعليمية ام الجهات الأمنية ام منابر الدعوة والاصلاح سؤال يطرح نفسه. ويبحث في قضية الوعي الذي ينبغي ان يسود في المجتمع /ان هناك مجموعة من القنوات تصب في تنمية الوعي و تسهم في اذكاء الروح واليقضة لدى الافراد والعمل على تعميق الانتماء للدين والقيم.. والتاريخ. ودون شك فان المثقف والاعلام يأتيان في مقدمة هذه المسؤولية فلا يتوقف العطاء عند المديح وانما يسهم اسهاما فاعلا في ايضاح الحقائق ورصد السلبيات والايجابيات لان المثقف والاعلام رائد والرائد لا يكذب أهله//ولا بد من رؤية واضحة في هذا الشأن ولكن ينبغي الاشارة الى ان المؤسسات الثقافية في بلادنا في مجملها غائبة عن أداء دورها خاصة في محاربة الأفكار الهدامة والسلوكيات المنحرفة.. والمفترض ان تقام ندوات ومحاضرات في هذا الشأن
ان مشكلة الثقافة مشتتة الادوار والمفترض توحيد الجهود والتنسيق ما بين المؤسسات الثقافية حتى تقوم بدورها على أحسن وجه
جوال الكاميرا والبلوتوث" تقنية حديثة، والناس تلهث وراء كل جديد بغض النظر عن حاجتهم إليه.مجرد تقليد ومباهاة وتفاخر.. وتقليد أعمى وخوض في الأعراض وانحطاط جنسي وإيذاء للآخرين وابتزاز لدرجة الوقوع في المحرم.
ونحن نعتز بعقيدتنا ونلتزم بها ولنا قيمنا وتقاليدنا وأخلاقنا الفاضلة، التي تعلمناها من ديننا الحنيف، وقد حثنا ديننا على التمسك بهذه الأخلاق. والتقنية الحديثة نعمة من نعم الله ولابد من الاستفادة منها في الخير لا في إشاعة الفواحش
أصبحت التكنولوجيا عماد المجتمع المعاصر حيث لا يخلو مجال إلا ولها فيه نصيب ، ولكن هذه التكنولوجيا تنقلب إلى نقمة عندما يكون لها آثار اجتماعية سلبية أويساء استخدامها وتزداد عواقبها سوءاً إذا تعلقت بقيم المجتمع ومنظومته الأخلاقية التي يقوم عليها.
أجهزة الهاتف النقال تدخل في إطار هذه التكنولوجيا التي أحدثت ثورة في عالم الاتصالات، رغم بعض السلبيات الصحية أو الاجتماعية البسيطة التي لا تتعلق مباشرة بالأخلاق والنظام الاجتماعي العام، إلا أن الأجيال المستحدثة منها وخاصة ما يعرف ب"البلوتوث" ساء استخدامها وانحرف مستعملوها عن أهدافها إلى ارتكاب جرائم لاأخلاقية قد تهز مجتمعاً بأكمله.
فهناك من يستخدمها في بث الصور المنافية للآداب، أو التقاط الصور في الأماكن الخاصة كالحفلات والأعراس وغيرها ليتم نشرها وتداولها في الهواتف المحمولة، بعض الشباب يقوم باستخدام البلوتوث في المعاكسات بالأسواق التجارية والأندية والمطاعم،
// إن تصوير عملية الاغتصاب والاكراه جرائم من إنتاج "السذاجة" و"التقليد" الأهوج و"الإغراءات" التي تنهال على الشباب من الفضائيات التي استباحت المحرمات بشتى ألوانها وأنواعها، ووسط انشغال المجتمع بقضايا استهدفت كيانه الأساسي.
ومقترفو هذه الجريمة يريدون أن يكونوا "سوبر ستارز" إباحياً، كما يعرض عليهم، ولكن بطريقتهم الخاصة في ارتكاب الجريمة، وواضح أن تأثير "أفلام رعاة البقر"، و"الجنس العاري" و"أفلام البورنو" جعلهم يبالغون في جرائمهم
والذعر الاجتماعي لا يكاد يخفى
فقد أثار ذلك حالة من الخوف والهلع لدى الأسر ,الخوف من التقاط صور من قبل المتلصصين والفضوليين والسفهاء في المجتمعات النسائية، والخوف من نشر هذه الصور بعد عمل مونتاج لها وإعادة "دبلجة" وإخراج، خاصة صور الأفراح ,مثل هذه النوعية من الجرائم جعلت الجميع يتوقف عند هذه الكارثة الأخلاقية، ويعيد النظر في حساباته، وتعاملاته ويبدأ يدقق في الأمر، فالقضية ناقوس خطر للجميع، قضية غريبة على مجتمعنا، وعلى ديننا وعلى أخلاقنا، إنها تصرفات وسلوكيات عاهرة ، وقتل الضحية بأكثر من سكين باردة، لابد من إعادة النظر فيما يحدث وضبط إيقاع الشباب،فقل ان ترى طفلين اوشابين منفردين بالحديث الاوالجوال وسيط فاعل وقناة تواصل
// لا أدري لماذا هل نحن أمه تبدع في استخدام الأشياء في غير محلها وفي غير استخدامها الصحيح ونبدع في استخدامها في مضرتنا
أم نحن مبهورين بهذه التقنية مع افتقادهم سعة الأفق والمواكبة الإنسانية المتطورة للتقنيات الحديثة، ويرتبط هذا بقلة العلم وضعف الفهم، فنتجه إلى التعامل الخاطئ معها.
أم نحن محصلين للثقافة والفهم لكننا نفتقد الأخلاق الإسلامية،و الاجتماعية التي يفترض فيها البعد عن وهدة الفحشاء ودرك المنكر، وثمة ارتباط وثيق في أغلب الأحوال بين افتقاد هذه الأخلاقيات ونوعية الثقافة التي يحملونها.
ام نحن مدى وأدوات لأشخاص أصابهم العطب في الجوانب الجنسية نتيجة مؤثرات محددة، سواء كانت تلك المؤثرات مما تعرضوا له في مراحل الطفولة، أو لدى مراهقتهم، أو لدى اتصالهم بثقافات منحرفة من خلال السفر أو عبر الإنترنت
خدمة البلوتوث صارت ظاهرة شائعة في معظم الجوالات التي يمسك بها الشباب، الذكور والاناث على حد سواء. وصار مشهد الشاب أو الفتاة وهي تمسك بالجوال وترسل أو تستقبل رسائل البلوتوث، أمراً عادياً وغير مستغرب.ومن غير مسائلة اوتوجيه فمن يجرؤ منا على ترك جواله بين اولاده وزوجته ومن منا يطلع على رسائل ولده او ابنته ليس تلصصا ولا خوض في الخصوصيات ولكن بعد ان تعطي الوعي وتصنع المناعة وتعمل بسد الذرائع , اتح فرصة لتنقية الاجواء وامنح الثقة المسؤلة وحاسب على قدر الصلاحيات ولاتفجأ الناس بتخون اوفضيحة وكن جريئا في التراجع والتوبة والندم يكن لك سلطان في المحاسبة والمواحهة
/ علاج لدينا في الشريعة علاج كل داء فهل نطالب بسن قوانين وتشريعات تجرم مثل هذه الأفعال المخلة بالآداب، وعلى كل من يحمل جهازاً نقالاً به خدمة البلوتوث ألا يفتح هذه الخدمة في الأماكن التي يحتمل أن يستقبل فيها هذه الرسائل الماجنة.حيث انتهت بعض الدول المجاورة من إعداد قانون يجرم نشر صور الفتيات والنساء عبر خدمة "البلوتوث"
ووصف المسؤل بأن هذه الأمور جريمة كبيرة بحق المجتمع، الأمر الذي دفع بالحكومة إلى إيجاد وسائل لحمايته من هذه الانحرافات غير الأخلاقية.ولدينا قول الله تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا) ويقول تعالى ( ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لاتعلمون)ويقول ص (من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو بجوف رحله ")، ( وقوله ص من رأى منكم منكرا فاليغيره بيده ,,,)
على أن وعي الجماعة (سلطة مهيمنة ثابتة) تقوم بتفعيل الانسجام الداخلي لوعي المجتمع والارتباط الوظيفي بين معاييره وهذا بدوره يسهم في المحافظة الاخلاق و على الملامح الخاصة (لهوية المجتمع) وتحارب فيروسات التذويب ودور الحماية والانسجام بين المستورد الثقافي والتنقية كفعل توجيهي لحماية ثقافة المجتمع من التفكك والانهيار مقابل المستورد الثقافي فأي تغيير يتم ضد ارادة سلطة المعايير الثابته هو اغتصاب لوعي المجتمع
وحين تميز المجتمع الامريكي بتعدد سلطة المعايير فقد وحدته فهو مجتمع لا يستطيع ان يتفق على معايير سلوكية واحدة في مجال اللغة والاخلاق او على ما ينبغي ان يسمع ويرى فهناك نظم متصادمة من القيم) وحماية المجتمع لدينا من درجة التصادم بين معايير التغيير شأن المثقفين وتنظيم المؤسسات وبناء الانسان
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل