أبو محمد النجدي
قال صاحبي وهو يهاتفني يومًا : لقد رأيتُ اليوم عجبًا .. رأيتُ رجلاً كأنّك هو .. أو كأنّه أنت .. ضحكاته وكلماته ككلماتك وضحكاتك ، طباعه كطباعك .
ابتسمتُ في وجهه وجاملته مجاملة الأصحاب فلم أتصور أن أرى يومًا أحدًا يشبهني في خَلقٍ أو خُلق ، ولا أعلم مخلوقًا من البشر يعتقد أن هناك مشابه له ، لأني رأيتُ الناس يُكثرُ بعضهم على بعضٍ : رأيتُ مثلك وشبيهكَ وما إلى هذا ، ولم أرَ رجلاً يقولُ : رأيتُ امرأً يشبهني !
ثم غبرتُ زمنًا وصاحبي كلما حانت مني طُرفة أو سنحت لي مقولةٌ يردد : والله لكأنّك هو . حتى ضِقتُ ذرعًا وامتلأتُ شوقًا لرؤيةِ شبيهي في الخُلُق والسجايا لا الخَلق والتصوير !
وفي معرض الكتاب الماضي – قبل عام – كنتُ مع صاحبي نتجوّل بين الرفوف ، وننظر إلى الناس واجتماعهم – أمّا العلم فلا تسل ! – إذ برجل بهي الطلعة مشرق الوجنة أقبل إلى صاحبي واحتضنه بكلتا يديه ( والحقُّ أن صاحبي بدا لحضتها صغيرًا كعصفور ! ) ثم سلم عليّ سلام من يعرفك منذ سنين ، وتجاذبنا طرفًا من حديث دلّنا فيه على ما عثر من ( كنوز ) ودللناه على ما عثرنا ، ثم فارقنا "كغيمة صيف أرعدت ثم ولّت" !
فوجئت بعد صلاة المغرب في المعرض بذيّاك ( الذي زعم صاحبي أنّه يشبهني ! ) يسلّم علي ويسألني عن صاحبي الذي فقدته قبل الصلاة فوقفنا بانتظاره ثم أخبرني أنه يودّ أن يسأل صاحبي عن أحسن طبعات لسان العرب ؟ فقلتُ " من باب إعانة المحتاج " : إن أحسن طبعاته الموجودة طبعة دار صادر . فما نظر لقولي وكأنّني لم أقل قولاً ! فعلمتُ أن قولي كان " من باب اللقافة ! " فصمتُّ . ثم جاء قول صاحبي موافقًا لقولي .
كان هذا أوّل لقاء مع أبي محمد ، أعقبه لقاء يتيم آخر رُفعت فيه الكلفة وحلّت المودة ، وبما أنّكم وضعتموه في الزنزانة فيحق لي أن أسأل ما بدا لي !
س / كل جماعة إسلامية تعمل على رفعة الإسلام وإعادة القوة والمكانة له بين الأمم على اختلاف وسائلها ومخططاتها ومدى شرعية الوسائل والطرق . فماذا يرى أبو محمد النجدي من هذه ( الطرق ) سيحقق للأمة النصر والمكانة ؟
س / دومًا هناك كتب يقرأها المرء مرة ثم يبقى صداها في النفس وتبقى ينزعها الحنين إليها وربما قرأها المرء مرات وكرّات ، ما هي هذه الكتب عند أبي محمد النجدي ؟
س / الانفتاح الفكري الذي يدعو له بعض المحسوبين على الدين والدعوة من شباب وشيوخ تحدّث الناس عنه وأطنبوا وتحدّثت أنت عن شيء منه في ردٍ سبق ، ألا ترى أن ظهور القارئ " المُحصّن " بمظهر المثقف المتعالي العالم بكل شيء حادٍ للقارئ غير المحصَّن على الانجرار للكتب الفكرية الموبوءة ؟
س / ألا ترى أن ما يطلقه الكثيرون ( حتى النجدي لم يسلم ! ) من أن كتب الفكر تُقرأ للمحصّن إطلاق غير منضبط فما حدود التحصين ومتى يعلم المرء أنّه محصّن أم غير محصن ؟؟
لم أطل قصدًا ، لأني سأترك في ورقتي متسع لأسئلة أخرى قد تعنّ !
دمت مثابرًا حبيبي
أخوك
أبو العباس
__________________
هل تريد أن تكون كاتبًا متميزا ؟ هل تريد مكانًا تتعلم فيه الكتابة ، تكتب فيصحح لك متخصصون في اللغة والأدب ؟ هل تجهل طرق تعلم الكتابة ؟
www.ahlalloghah.com
|