لم استغرب اتصال صاحبي ( أبي ريم ) الذي بين الفينة والأخرى
يهاتفني ، أخبرني بأن ( والد عبدالله ) يرقد في المشفى على غرار
العمليات القلبية التي يعملها ، وأننا نود زيارته ، أجبته بالإيجاب
وأن نختار يوماً لزيارته وليكن غداً فالساعة الآن تشير إلى التاسعة مساءً
وأنه سوف ينقل من مشفى إلى مشفى ، اتفقنا وأغلق الخط .
فتحت منتدانا وصدمت ثم صعقت بالخبر ( والد الصمصام إلى رحمة الله )
يا الله ما أشد الفاجعة ( أهكذا رحل الرجل الطيب ) .
اتصلت على صاحبي ( أبي ريم ) أخبره بالخبر فإذا بنبرة حزينة يخبرني بأنه قد علم .
ترحمنا على الرجل واسترجعنا ثم أنهيت الاتصال .
...
لازلت أذكر حينما أتى ( المستشار ) إلى الرياض قبيل زواجه ، وكان الموعد في بيت والد الصمصام
حضر معنا جلستنا ، رجل هادئ يتميز بالحكمة ، قد عركته الحياة .
كان يسامر ( المستشار ) ويسأله عن أحواله ، وعسى أن تيسر له السكن بعد الغلا ، ثم سأل له الإعانة من الله والتوفيق في قابل أمره .
مازلت أذكر ذلك المجلس وتلك القهوة والشاي ومكان مجلسه غفر الله لك أيها الفاضل ز
...
بعدها بأيام أنبأنا ( الصمصام ) بأن والده في المشفى بعد إجراء عملية جراحية في القلب
ذهبنا لزيارته أنا وأبو ريم ، بعدها خرج من المشفى .
...
وخلال هذه الأيام دخل إلى المشفى وكان قد الله ألا يخرج ذلك الشهم الكريم من المشفى
إلا لجوار العزيز الكريم .
...
أسأل الله الذي أماته في ليلة جمعة أن يجعل ماقدم عليه خيرٌ مما خلفه
وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ، ويجعل مأواه الفردوس الأعلى
مع النبيين والصديقين والشهداء وألحقنا بهم غير مفتونين .
...
العدد الكبير الذي أتى للصلاة على الفقيد ، والذين تبعوه إلى المقبرة هي دلالة
على محبة هذا الرجل في قلوب الناس ، مع أنني لم ألتقي به إلا لمرة واحدة
إلا أن ذلك الرجل ملك شغاف قلبي .
فرحمك الله أبا عبدالله رحمة ً واسعة وأبرد مضجعك ، وجعله روضة منيرة .
والوداع أيها الكريم ، والملتقى الجنة .