العقــــول ثلاثة والـدين واحد
طابت ليلتكم أيها الرفاق .
مرحباً بكم :
لم تكن ليلة أمس كالليالي ــ بالنسبة لي ــ قابلت أحد رجالات البحث والسفر المهتمين بتركيبة عقل الإنسان وربما أصاب صاحبي شي من المس لفرط ذكائه .
قلت له من أين ؟
قال جبت الآفاق وطفت البلاد أسيح كأني المسيح حتى تورمت قدماي وسودت وجنتاي وتقلصت أنثياي !! .
شاهدت عجبا في بلاد الإسلام فخرجت من ذلك بأن العقول ثلاثة والدين واحد .
العقل الأول : المنغلق كالحجر لا يلين .
العقول المنغلقة :
التي تتشدق بالماضي وهي أبعد ما تكون عنه تطلب الصلاح وتدمر كل شي . تروم التقى وهي تزحف نحو الهلاك تحرم كل شي بلا دليل وفي الأصل الحل الإباحة لا تقبل النقاش ولا ترضى برأي الغير تمسكت بأقوال رجال نبت الربيع على دمنتهم , وصيرهم الله إلى حيث أراد , تسببت في الفوضاء ولم تجني من ذلك شي ساد هذا العقل والسبب التعليم الذي أفتقر للتأريخ , وأبجديات الحوار هؤلاء هم مصيبة المجتمع الذي به تخلف عن الركب , فعقولهم كالصخر تضرب به الجدار ويرجع كما كان لا ينثني يسفهون غيرهم وهم حمقى , إذا رائيتهم تعجبك أجسامهم , وإن تسمع لقولهم يرددوا عليك ما يمليه عليهم رجالاتهم المقدسين , فلا تخرج من ذلك بشي .
العقل الثاني : المبرمج الذي يسير بهواء الغير .
العقول المبرمجة :
التي تهرف بما لا تعي كالرجل الآلي الذي يُعطى الأوامر فينفذ دون تعقل لم يثقوا بأنفسهم فرددوا ما يمليه غيرهم , دون أن يناقشوه , سُلبت عقولهم ويحسبون أن هذا تعقل , أرادوا أن يسابقوا الناس فلم تسعفهم لياقتهم
ــ لأنهم أخطوا الطريق ــ الذي رسمه عقلائهم اغتروا بما لديهم من ثقافة فوقعوا في الفخ وتعدوا على مصدر عزهم ووجهوا سهامهم نحوه .
العقل الثالث : المتفتح الذي يفوح شذاه .
العقول المتفتحة الذكية :
التي نافحت و اصطدمت بالعقليتين السابقتين تفكر بوعي تمسكت بمصدر عزها وفخرت بحضارتها وناضلت من أجلها , تفكر بعقل وروية أخذت من الغرب كل حسن وجميل وتركت كل سيئ .
لم تركن للذل والخنوع شمخت بأنفها وقالت الحق دون تردد علِمت مَنّ عدوها فألجمته بلجام الحق تستمد قوتها من عقليتها وعقيدتها دون أن تمس الأصول والثوابت وناقشت الفروع بمرونة سهله ميسرة , تركت ما بتذل من الكلام .
أخوتي الأعزاء
لكم الحرية في مناقشة هذه العقول الثلاثة .
__________________
إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا ولكن بشرط واحد:
أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم..
أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق ، ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق..
إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء
آخر من قام بالتعديل يلدريم; بتاريخ 13-04-2008 الساعة 03:54 AM.
|