[سامي بريدة]

- 4 -
الحلقة الأخيرة

وفي يوم الاثنين مساء بعد صلاة العشاء كان الجو ممطراً وصوت زخات المطر
حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لها القلب فرحاً أخذ صاحبنا ينشد الشعر
على حبيبته ةيتغزل في عينيها فنظرت
له نظرة الموّدع وهي مبتسمة له 00 فنزلت الدمعة من عينيه لشعوره بحلول ساعة الصفر 00
وشهقَت بعد ابتسامتها شهقةً خرجت معها روحها وكادت تأخذ من هول الموقف
روح زوجها معها ،
ولا أرغب في تقطيع قلبي وقلوبكم بذكر ما فعله حين توفاها الله
ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها بيومين جاءت الممرضة التي كانت تتابع حالة زوجته
فوجدته كالخرقة البالية فواسته وقدمّت له صندوقاً صغيراً
وقالت له بأن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد أن يتوفاها الله 00
فماذا وجد بالصندوق 000 ؟ !
زجاجة عطر فارغة ، وهي أول هدية قدمها لها بعد الزواج
وصورة لهما في ليلة زفافهما ، وكلمة ( أحبك في الله ) منقوشة على قطعة مستطيلة
من الفضة ، (( وأعظم أنواع الحب هو الذي يكون في الله 0))
ورسالة قصيرة سأنقلها كما جاء في نصها تقريباً مع مراعاة حذف الأسماء
واستبدالها بصلة القرابة 000 الرسالة تقول فيها
( زوجي الغالي : لاتحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثان لاخترت أن أبدأه معك
ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد 0
أخي فلان : كنت أتمنى أن أراك عريساً قبل وفاتي
أختي فلانة : لا تقسي على أبنائك بضربهم فهم أحباب الله ولا يحس بالنعمة غير فاقدها
عمتي فلانة ( أم زوجها ) : أحسنت التصرف حين طلبت من ابنك أن يتزوج من غيري
لإنه جدير بمن يحمل اسمه من صالح الذرية بإذن الله 0
كلمتي الأخير لك يا زوجي الحبيب
أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبق لك عذر ، وأرجو أن تسمّي أولى بناتك باسمي ،
وأعلم أني سأغارُ من زوجتك الجديدة حتى وأنا ميتة0

رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها ووالدينا فسيح جناته وجميع المسلمين

سأعود لكم بقصة أخرى جديدة بإذن الله إن رغبتم بذلك

محبكم
- سامي بريدة -
الآحد
7 / 4 / 1429 هـ