العضوان مناحي وكاسبر [ عزمتُ على أن لا أقتبس قولكما ]
الحريّة المُطلقة تُصرف للمَجنُون فِي تفكيرهِ ، فَلَا ضَوابط تحكمه أثْنَاء التّفكيْر ، وَلَا أُسس يَسيرُ عَليهَا عَقلُه الخَرِب ، فهل تُريدُ أنْ تُصيّر مُجتمَعاً عَاقلاً إلى مَجَانين فِي التّفكيرِ !!.
وَيبْدو أنّكمَا مُتخبّطان فِي فَهمِ الحُريّة ، ولا تَعْلمَان مَاهيَ وأنْتمَا لهَا مُسْتَغيثَين ! ، فهَلْ التّحرر مِن قيُودٍ مَوضُوعةٍ للنّاس بالسّعي إلى فِكَاكهَا هَي تلكَ الحُريّة المَزْعُومَة ؟! ، فتبّاً للحريّة العَشوَاء التي تَخدمُ السّارق وَالخَائِن وَالظّالم . إنّ اتّبَاع تلكَ القُيود هَوَ السّبيل الوَحيْد للحُريّة التي يَعيشُهَا وَيَرضاهَا العُقلَاء دُونَ غيرهم . وَأهلُ الَأهوَاء عجزوا مذْ خُلقوا عَنْ فَكّ تلكَ القُيود بِألوَان عهدناها منهم بمسميّاتٍ مُحدَثة بَيْن فَينة وَأخرى . فمثلاً [إشَارة المُرور] مثالاً وَاضحَاً فِي هَذا فهيَ تُقيّد العَابث بلْ تُعاقبهُ فِي حَال ِعَدم التِزامه بهَا ، وَكذلكَ تَسْمَح للعَاقل بالمُرورِ فِي الوَقتِ المُناسِب.
وَلو أنّا -عبثاً- رَضيْنَا بتلكَ الحُريّة التي هيَ قيدٌ للطرفِ الآخرِ فِي حَقيقةِ أمْرهَا ، حَيثُ أنّها تُقيّد الضّعيفَ بالقويّ ، وَالفَقير بِالغَني ، فَأيّ حُريّة يَزْعم هَؤلاء العَبثيّون ؟! -إن صح التعبير.
وَعَجبي لمَنْ قَالَ مُنَاقِضاً قَولهُ بِنفسهِ : [من الاخر يا حبايبي... نحن نريد ليبرالية الغرب نريد صناعتهم وتكنلوجيتهم وعلمهم ,أما القيم فنحن اهلها ونريد ان نصدرها لهم ... فهمتووووني]
فَكيْفَ سَيكونُ أهلًا للقيَم وَأهلًا لتَصْديرهَا -كَمَا زعَم- ، وَهوَ سَيَجلبُ عَاراً وَشَناراً عَلى أمّتهِ بِقولهِ [نريد ليبرالية الغرب] فهلْ يظنّ أنّهَا صَنْعَة مُحدَثة أوْ حِرفة جديدة ؟! أم هي فِكر مُسْتَورَد ؟؟!!
القِمَطرُ . . ينزلُ من علوّ
__________________
ليسَ بعلم ٍ مايعي القِمَطرُ ** مالعلمُ إلا ماوعَاهُ الصّدرُ : 12
آخر من قام بالتعديل القِمطرة; بتاريخ 14-04-2008 الساعة 01:13 AM.
|