السلام عليكم :
حامل الراية
قلت رسالة والرسالة غالباً ما تحمل صفة النصح والتوجيه وكنت أود عدم إفراد موضوع بهذا الشكل فمن كان لديه رأي يعرضه في محله أي الموضوع الأساسي حتى لا يكون هناك تشعب وتشتيت .
ياعزيزي أنت تعرض رأي من أراء العلماء مدعوم بأدلة صحيحة ونحن نكن لهم كل الحب والتقدير والاحترام وهذا واجبنا أن نحترم العلم الذي يحملونه في طياتهم إن لم نحترمهم لذاتهم ثم أنت تقطع الشك باليقين في مسألة تحريم حلق اللحية ضارباً بعرض الحائط بعض أقوال أهل العلم .
ياعزيزي
أنت ذكرت عدة أدلة تحرم حلق اللحية وهذا من حقك ولكن لو قلت لك أنه من لا يصبغ شعره أي يتركه ابيض بعد المشيب فهذا حرام عليه بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري في باب الخضاب : {إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم }. فما هو جوابك بعيداً عن أقوال أهل الأصول لأنه علم مستحدث .
من جانب أخر فإن علماء العصر شغلتهم هذه القضية وصنفوها من كبائر الذنوب وشبهوا حالق اللحية بالنساء وبالكافر ولو رجعنا لتأريخ الإسلامي لم نجد هذه القضية ذات بال بالرغم من تشدد المذهب الحنفي الذي تتبعه الدولة العثمانية فإن السلطان سليم الأول الذي دخل مصر سنة 922 للهجرة وبعد دخول الحجاز في حكمه وهو يمثل سلطة دينية قام بحلق لحيته كأول سلطان عثماني يحلق لحيته ولم نسمع من علماء الأحناف أي ردة فعل على صنعه بل وجد كل التقدير والاحترام ولم يشبهه علماء ذلك العصر بالمرآة والكافر كما يفعل المتشددون في هذا العصر مع فارق التشبيه بين الزمان والمكان وأفضلية ذلك العصر بلا مراء .
ومن جانب أخر فإن الباحث عبد الرحمن الفيفي دعاء إلى النظر في أصل فعل «عفا» في حديث «أعفوا اللحى» في كتابه والذي طالما كان إشكالية لدى العلماء كونها من الأضداد، ولما فيها من معان مشتركة. ليخلص الفيفي في بحثه الجديد أن الهمزة في كلمة «أعفوا» إنما هي تعني (السلب والإزالة) والفعل على معناه من الترك أو الزيادة والفضل، موضحا أن المعنى من الحديث «أزيلوا واسلبوا وخذوا ما زاد من لحاكم وفضل عنها وهذبوها»، وهو ما يلتئم مع ما فعله رواة الحديث بحسب ما ذكره في كتابه.
والاختلاف في الفروع أزلي وهو ظاهرة صحية حتى يكون للناس متسع من التفكير والاجتهاد واستخدام العقل في المقارنة وغيرها ويحب ألا نتهور ونفسق كما نشتهي ونريد بل وصل بالبعض بتكفير حالق اللحية وهذا يرجع للجهل بسماحة الإسلام . وعدم تقبل آراء الآخرين .
شكراً لك .
__________________
إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا ولكن بشرط واحد:
أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم..
أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق ، ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق..
إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء
|