وما كاد ( محمد ) ينتهي من ذلك الحديث القدسي .. حتى انفجرت الفتاة بالبكاء ..
وهي تردد : ما أحلم الله عنا … ما أرحم الله بنا ….
بعد أن هدأت الفتاة .. واصل الشيخ ( محمد ) حديثه قائلا : أختاه ... إنني مثلك أبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا .. ولقد وجدتها أخيرا .. وجدتها في طاعة الله … في الحياة مع الله وفي ظل مرضاته .. وجدتها في التوبة والأوبة .. وجدتها في الإستغفار من الحوبة … وجدتها في دموع الأسحار .. وجدتها في مصاحبة الصالحين الأبرار … وجدتها في بكاء التائبين .. وجدتها في أنين المذنبين .. وجدتها في استغفار العاصين .. وجدتها في تسبيح المستغفرين .. وجدتها في الخشوع والركوع .. وجدتها في الانكسار لله والخضوع .. وجدتها في البكاء من خشية الله والدموع .. وجدتها في الصيام والقيام .. وجدتها في امتثال شرع الملك العلام .. وجدتها في تلاوة القرآن … وجدتها في هجر المسلسلات والألحان …
أختاه : لقد بحثت عن الحب الحقيقي الصادق .. فوجدت أن الناس إذا احبوا أخذوا .. وإذا منحوا طلبوا .. وإذا أعطوا سلبوا .. ولكن الله تعالى .. إذا أحب عبده أعطاه بغير حساب .. وإذا أطيع جازى وأثاب ..
أيتها الغالية : إن الناس لا يمكن أن يمنحونا ما نبحث عنه من صدق وأمان .. وما نطلبه من رقة وحنان .. ونتعطش إليه من دفء وسلوان .. لأن كل منهم مشغول بنفسه .. مهتم بذاته .. ثم إن أكثرهم محروم من هذه المشاعر السامية والعواطف النبيلة .. ولا يعرف معناها فضلا عن أن يتذوق طعمها .. ومن كان هذا حاله .. فهو عاجز عن منحها للآخرين .. لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما هو معروف …
أختاه : لن تجدي أحدا يمنحك ما تبحثين عنه .. إلا ربك ومولاك .. فإن الناس يغلقون أبوابهم .. وبابه سبحانه مفتوح للسائلين .. وهو باسط يده بالليل والنهار .. ينادي عباده : تعالوا إلي ؟ هلموا إلى طاعتي .. لأقضي حاجتكم .. وأمنحكم الأمان والراحة والحنان .. كما قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }
أختاه : إن السعادة الحقيقية .. لا تكون إلا بالحياة مع الله .. والعيش في كنفه سبحانه وتعالى .. لأن في النفس البشرية عامة .. ظمأ وعطشاً داخلياً .. لا يرويه عطف الوالدين .. ولا يسده حنان الإخوة والأقارب .. ولا يشبعه حب الأزواج وغرامهم وعواطفهم الرقيقة .. ولا تملأه مودة الزميلات والصديقات .. فكل ما تقدم يروي بعض الظمأ .. ويسقي بعض العطش .. لأن كل إنسان مشغول بظمأ نفسه .. فهو بالتالي أعجز عن أن يحقق الري الكامل لغيره .. ولكن الري الكامل والشبع التام لا يكون إلا باللجوء إلى الله تعالى .. والعيش في ظل طاعته .. والحياة تحت أوامره .. والسير في طريق هدايته ونوره .. فحينها تشعرين بالسعادة التامة .. وتتذوقين معنى الحب الحقيقي .. وتحسين بمذاق اللذة الصافية .. الخالية من المنغصات والمكدرات .. فهلا جربتِ هذا الطريق ولو مرة واحدة .. وحينها ستشعرين بالفرق العظيم … وسترين النتيجة بنفسك …
فأجابت الفتاة … ودموع التوبة تنهمر من عينيها : نعم .. هذا والله هو الطريق !! وهذا هو ما كنت أبحث عنه .. وكم تمنيت أنني سمعت هذا الكلام .. منذ سنين بعيدة .. ليوقظني من غفلتي .. وينتشلني من تيهي وحيرتي .. ويلهمني طريق الصواب والرشد …
فبادرها ( محمد ) قائلا : .. إذن فلنبدأ الطريق .. من هذه اللحظة .. وهاهو الفجر ظهر وبزغ .. وهاهي خيوط الفجر المتألقة تتسرب إلى الكون قليلاً قليلا .. وهاهي أصوات المؤذنين تتعالى في كل مكان .. تهتف بالقلوب الحائرة والنفوس التائهة .. أن تعود إلى ربها ومولاها .. وهاهي نسمات الفجر الدافئة الرقيقة .. تناديك أن عودي إلى ربك .. عودي إلى مولاك .. فأسرعي وابدئي صفحة جديدة من عمرك … وليكن هذا الفجر هو يوم ميلادك الجديد .. وليكن أول ما تبدئين به حياتك الجديدة .. ركعتان تقفين بهما بين يدي الله تعالى .. وتسكبين فيها العبرات .. وتطلقين فيها الزفرات والآهات .. على المعاصي والذنوب السالفات ..
وأرجوا أن تهاتفيني بعد أسبوعين من الآن … لنرى هل وجدت طعم السعادة الحقيقية أم لا ؟
ثم أغلق ( محمد ) السماعة … وأنهى المكالمة …
* * * * *
بعد أسبوعين .. وفي الموعد المحدد .. اتصلت الفتاة بـ ( محمد ) .. ونبرات صوتها تطفح بالبشر والسرور .. وحروف كلماتها تكاد تقفز فرحاً وحبورا ..
...ثم بادرت قائلة : وأخيراً .. وجدت طعم السعادة الحقيقية .. وأخيراً وصلت إلى شاطئ الأمان الذي أبحرت بحثاً عنه .. وأخيرا شعرت بمعنى الراحة والهدوء النفسي .. وأخيراً شربت من ماء السكينة والطمأنينة القلبية الذي كنت أتعطش إليه … وأخيراً غسلت روحي بماء الدموع العذب الزلال .. فغدت نفسي محلقة في الملكوت الأعلى .. وأخيرا داويت قلبي الجريح .. ببلسم التوبة الصادقة فكان الشفاء على الفور … لقد أيقنت فعلا .. أنه لا سعادة إلا في طاعة الله وامتثال أوامره .. وما عدا ذلك فهو سراب خادع .. ووهم زائف .. سرعان ما ينكشف ويزول …
وإني أطلب منك يا شيخ طلباً بسيطا … وهو أن تنشر قصتي هذه كاملة .. فكثير من الفتيات تائهات حائرات مثلي … ولعل الله أن يهديهن بها طريق الرشاد …
فقال لها الشيخ ( محمد ) : عسى أن تري ذلك قريبا ..... ((( انتهت القصة )))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ
قال أبو غريب : وصلتني عبر البريد الإلكتروني من الأخ صياد الإنترنت , جزاه الله خيراً , وأرجو من الإخوة القراء نشرها عسى الله أن ينفع بها .
وأختم بهذا المقال الذي يثبت أن الفتاة المتدينة متفوقة في الحب : أثبتت دراسة حديثة ... أن الفتاة المتدينة لا تستخدم الحب سلعة تتاجر بها, ولكنها تدخره عاطفة طاهرة في علاقتها بزوجها فيما بعد ... في فترة حساسة تحتاج إلى مزيد من العواطف لتوثيق الروابط وبناء الأسرة .
ولذلك فهي أبعد الناس عن حب الاستعراض الذي يُعرض لكل من (( هبّ ودبّ )) والذي ينتهي غالباً بالاستهلاك والبحث عن جديد !.
كما تبين أن تفوقها في الحب كعاطفة سامية يجعلها تخشى أن تتعثر في تجربة تسيء إلى أخلاقها ودينها, ومن ثم عواطفها التي تحرص على أن تصونها من نزوات العبث وخيالات المراهقة الجامحة في الإباحية .
من هنا أثبتت الفتاة الملتزمة المتدينة أنها أستاذة في الحب تعرف متى تحب ... وكيف تحب ... فضلاً عمّن تحب ,,, (من كتاب ثبت علمياً لمحمد كامل) .
وصدق عليه الصلاة والسلام حين قال (( تنكح المرأة لأربع : لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )) .
=======
__________________
لاحول ولاقوة الا بالله >> كنز من كنوز الجنة
فـارس القبيلـة == على نياته سابقاً_((-( اذا رأيت شخص غير مسلم وترغب بدعوته الى الإسلام,,
ماعليك الا أن تكتب رسالة قصيرة الى الرقم l 0555988899 l
تكتب فيها رقم هاتفه ولغته وهم سيتولون الباقي بأذن الله,,
منذ انطلاقة هذه الطريقة أسلم أكثر من 850 شخص ولله الحمد والمنة
تذكر قوله صلى الله عليه وسلم:
((لأن يهدين الله بك رجل واحد خير لك من حُمر النِعم))أو كما قال عليه الصلاة والسلام
ايضاً تذكر لاتحقرن من المعروف شيء )-))_
|