السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مساء الخير عزيزي الراااامح
أريد أن أبدأ بهذه المقدمة ... صحيح أن الهيئة تعمل في جانب مهم من جوانب الإصلاح يحتاجه مجتمعنا ومن مصلحتنا أن نقف معهم لتحقيق الأفضل في هذا الجانب الأصلاحي الذي أثبتوا نجاحهم فيه إلى حد كبير .
وقليل من ينكر جهودهم في الحد من انتشار الفساد الأخلاقي، والحد من انتشار المخدرات وغيرها من السيئات التي نراها كلنا ونعلم يقيناً أنها تؤثر بصورة سلبية على مجتمعنا .
ولكن هناك أخطاء يرتكبها هذا المتحمس أو ذاك المندفع من منسوبي الهيئة يجب أن لا نسكت عنها وأن نطالب المسؤولين إخضاع المخطئين للمحاسبة ، علماً بإن هذه المطالبة أعتقد أنها تصب في صالح الهيئة وفي صالح الوطن والمواطنين .
الهيئة كما هو معلوم مختصة بـ«الأمن الأخلاقي»، وهذا هو تقريباً ما تقوم به «شرطة الآداب» في بعض الدول المجاورة ولكن هناك فروق مثل :
* أن «شرطة الآداب» جزء من منظومة «الأمن العام» في تلك الدول ، أما «الهيئة» عندنا فهي جهاز مستقل بذاته،
* أن لـ«شرطة الآداب» آلية عمل تفصل بين مهمة التحري «السرية»، وبين مهمة «التثبت والضبط العلنية»، أما «الهيئة» فيقوم رجالها بالمهمتين في وقت واحد،
* كما أن «شرطة الآداب» معروفة بلبس أفرادها وألوان سياراتهم ، أما «الهيئة» ليس لهم لباس او سيارات مميزه .
*أعضاء الهيئة غالبيتهم غير مؤهلين للعمل الأمني وتأهيلهم شرعي فقط .
ولعل هذه الفروق هي السبب الرئيسي فيما يحدث من مشكلات وصدامات بين رجال الهيئة ، وبين الناس في الشوارع والطرقات والأسواق، لأن هناك من يرفض التجاوب مع رجال الهيئة.
ويتكون هذا الرفض ( في الغالب) من عدم الإحساس بأي ذنب من جهة ، وعدم الثقة أو التصديق أن هذا الذي يسأل أو يطلب هو من رجال الهيئة لعدم تميز مظهره من حيث «اللبس»، ولعدم منطقية ما يطلب( أحياناً ) بسبب نقص التحريات المطلوبة لديه، لأن البعض يكتفي بالشك فيتخذه دليلاً ، ولا أريد هنا أن أدخل في مناقشة مشروعية أو عدم مشروعية هذا الفعل أو ذاك مما يسبب المشاكل والصدامات بين رجال الهيئة وبين الناس، لكنني أقول لعل الحوادث التي تنشر بالصحف فيها تاكيد لبعض ما أقول .
لماذا لا تتم إعادة النظر جذرياً في نظام الهيئة وتحديد اختصاصاتها وآلية عملها بدقة وتسمية جهازها وتمييز «لبس» أفرادها وألوان سياراتهم ؟؟؟؟
وللمرة المليون .. إن التخصص المحكوم بالنظام الواضح للجميع يحقق المصلحة والطمأنينة للجميع ، وأول هذا الجميع جهاز الهيئة نفسه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعتقد بإن « الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » موضوع واسع فضفاض ، فلا أتذكر أن أحداً قرأ أو سمع أن هيئة الأمر بالمعروف ضبطت أو أبلغت عن عصابة تهرب متفجرات، أو محلات تبيع مواد غذائية أو أدوية مغشوشة، أو هوامير ينصبون على الناس في المساهمات وغيرها، أو وكر للإرهابيين، أليس هذا من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ولكن (هيئتنا) ليست مسؤولة عن هذه الأمور إذن فهي ( شرطة أخلاقية) فقط وليست هيئة امر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخيراً أرجو أن تكون وجهة نظري واضحة أمام من يشاهد ويقرا ، فأنا والمجتمع كله ضد «الرذيلة»، والكل يدرك أن هذه «الرذيلة» موجودة ولا بد من محاربتها ودور الهيئة في هذا السبيل واضح ومشهود، لكن ديننا الحنيف يقدم «إحسان الظن» على «الأخذ بالشبهة» ويؤاخذ الناس على «الظاهر» لا على «النوايا»، ويحرم تتبع وتصيد «عورات الناس واقتحام حرماتهم» فهذا الدين العظيم جاء رحمة للعالمين ولذلك فهو أول من طالب بالنظام واحترام حقوق الإنسان .
شكرا لك عزيزي الرامح اوأرجو مناقشة ما طرحته بموضوعيه ولك وللجميع كل التقدير والتحية