.
.
حفظ القرآن هو الأصل في تلقيه :
لقد وصف الله سبحانه وتعالى هذا القرآن بقوله: (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم )) ، وقال تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث القدسي: (( إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء ، تقرأه نائماً ويقظان )) .
قال النووي : فمعناه: محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب بل يبقى على مر الزمان .
ومن لطائف الاستدلال في ذلك ما استدل به أبو الفضل الرازي ، فقال: ومنها أن الله عز وجل لم ينزله جملة كغيره من الكتب ، بل نجوماً متفرقة مرتلة ما بين الآية والآيتين والآيات والسورة والقصة ، في مدةٍ زادت على عشرين سنة ؛ إلا ليتلقوه حفظاً ، ويستوي في تلقفه في هذه الصورة الكليل والفطن ، والبليد والذكي ، والفارغ والمشغول ، والأمي وغير الأمي ، فيكون لمن بعدهم فيهم أسوة في نقل كتاب الله حفظاً ولفظاً ، قرناً بعد قرن وخلفاً بعد سلف .
والقرآن الكريم دستور الأمة ، فإليه الحكم والتحاكم ، ومنه الاستمداد والتشريع ، وما من صغيرة أو كبيرة إلا ونبّأها في هذا الكتاب العزيز ، قال تعالى: (( وما كان ربك نسياً )) .
وهو مع ذلك الضياء الذي تحمله الأمة لسائر الناس لتؤدي رسالتها ، خير أمة أخرجت للناس ، شهيدة عليهم في الدنيا والآخرة ، فلا يصير المرء مسلماً إلا بالإيقان أنه من عند الله تعالى ، والاستسلام له .
.
.
.
يُتبع من: كتاب حفظ القرآن .. للشيخ محمد الدويش
[GLINT].
...
.....[/GLINT]
__________________
::::::::::::::::::::::::::::::
،،،
،،
،
(( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا . يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ))
،
،،
،،،
::::::::::::::::::::::::::::::