حين نتأمل في الرائحة التي تصدر عن الأجساد ؛ نجد أن لكل جسم رائحة تميزه عن غيره , رأينا ذلك في رائحة يوسف حين تنبأ بها أبوه يعقوب - عليهما السلام - ( إني لأجد ريح يوسف ) , كما نجد أن الزوجة تعرف رائحة زوجها في الأغلب , والمرأة أكثر من الرجل من حيث كثرة إفراز العرق من الغدد العرقية , حيث إن المرأة تحمل مناطق تعرّق أكثر من الرجل , نجد ذلك تحت النهدين , كما نجده في منطقة الأعضاء التناسلية , وويل لمن تغفل عن هذا عند زوجها ! !
بيد أن الأمر لا يقف عند هذا الحد , فإن الرجل المسن يقل عنده التعرق , بينما المرأة تبقى على حالها عند كبرها , بل نجد تغير الرائحة بشدة حين تصل المرأة إلى سن اليأس .
لا يُذهب تلك الروائح في الجسم إلا الديمومة على النظافة , حتى أولئك الذين يستخدمون مزيلات العرق يبقون في حاجة إلى النظافة , وبحاجة إلى تغيير ملابسهم التي تمتص ذلك العرق .
هناك من الناس من يكون عرقهم ذا رائحة كريهة جدًّا , ويعود ذلك إلى نوعية الأكل , وربما التهاب في الغدد المفرزة لهذا العرق كالغدة الدرقية , أو مرض جرثومي في الطفيليات أو الفطريات , فمثلاً ؛ يعمد بعض الناس إلى تناول دهن العود حين يخلطه بالماء من أجل أن يحصل على رائحة عرق أخف من الطبيعية , بينما نجد من يأكل الحلب أو الرشاد أو الحلتيتة وغيرها تكون رائحته مقززة , ونلاحظ ذلك عند المرأة النفساء عادة .
قد نقضي على رائحة الجسم الكريهة الناشئة عن العرق الزائد , لكننا قد يصعب علينا إزالة رائحة الفم , فكثير من الزوجات يتأففن من رائحة أفواه أزواجهن , على أن هذه الرائحة تعود إلى عدم تنظيف الأسنان باستمرار , أو لوجود عطب في الأسنان , فهو يصدر رائحة كريهة , وبعض الروائح تأتي من جوف الإنسان , حيث إن طبيعة جوفه يصدر رائحة كريهة . . . يُحكى عن أن أفواه بني أمية كريهة إلى حد لا يطاق , حيث روي أن عبد الملك بن مروان كان يبصق على الأرض فيقع عليه الذباب , فلا يلبث من أن يموت ذلك الذباب .
رائحة الفم هي أصعب الحالات , وتسمى هذه الرائحة بـ " الـبُـخْر " , وهي تسلب صاحبها أنس القرب منه لا سيما قرب الزوجة أو الولد , فعزائي للزوجات اللاتي يتحملن بُخر أزواجهن .
تحياتنا ...... كــــــــــــوفـــــــــــــــــــان