فبأي آلاء ربكما تكذبان
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المسلم عند قراءته لكلام ربه تمر عليه بعض الآيات العظيمة - وكل كتاب الله عظيم - تستوقفه قليلاً ، فيرى ما فيها من الإعجاز أو التذكير أو الترغيب أو الترهيب أو إلى غير ذلك ، ومما يزيده توقفًا عندها ، النظر في معانيها ، أو سبب نزولها وما يتبعــه مــن أقــوال للسلـف الصالح ، مما يؤكد بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد [ فصلت ، 42 ] .
ومن تلك الآيات قوله سبحانه وتعالى في سورة الرحمـن : فبأي آلاء ربكما تكذبان ، فهذه الآية ذكرت في هذه السورة عدة مرات فقد جاءت لتذكير العباد بما يحيط به من نعمٍ وفضائلٍ شتَّى ، وكذلك بعـض الآيات التي فيهـا إعجـاز علمي كقولـه تعالى : بينهما برزخ لا يبغيان ، وغير ذلك من الآيات الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى .
قال الزجاج حول قوله سبحانه وتعالى : فبأي آلاء ربكما تكذبان : (( لما ذكر الله تعالى في هذه السورة ما يدُلُّ على وحدانيته من خلق الإنسان وتعليم البيان وخَلْق الشمس والقمر والسماء والأرض ، خاطب الجن والإنس ، قال : فبأي آلاء ربكما تكذبان أي : فبأي نعم ربكما تكذبان من هذه الأشياء المذكورة ، لأنها كلَّها مُنْعَم بها عليكم في دلالتها إياكم على وحدانيته وفي رزقه إياكم ما به قوامكم )) [ زاد المسير في علم التفسير ، للإمام ابن الجوزي - رحمه الله - ، 8/109 ] .
وبعد هذا أفلا نشكر الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا ، حيث قال : وقليل من عبادي الشكور .. أفلا نكون - أخي - من هؤلاء القلة ؟!
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا شكره ، وأن يجمعنا وإياكم في جنات النعيم .
__________________
( اتق الله حيثما كنت )
من السهل جدًا أن نستخدم الإسلام ، ولكن من الصعب جدًا أن نخدم الإسلام
|