مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 17-12-2002, 05:17 PM   #1
اللاجئ إلى الله
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 276
فبأي آلاء ربكما تكذبان

بسم الله الرحمن الرحيم

إن المسلم عند قراءته لكلام ربه تمر عليه بعض الآيات العظيمة - وكل كتاب الله عظيم - تستوقفه قليلاً ، فيرى ما فيها من الإعجاز أو التذكير أو الترغيب أو الترهيب أو إلى غير ذلك ، ومما يزيده توقفًا عندها ، النظر في معانيها ، أو سبب نزولها وما يتبعــه مــن أقــوال للسلـف الصالح ، مما يؤكد بأنه  لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد  [ فصلت ، 42 ] .

ومن تلك الآيات قوله سبحانه وتعالى في سورة الرحمـن :  فبأي آلاء ربكما تكذبان  ، فهذه الآية ذكرت في هذه السورة عدة مرات فقد جاءت لتذكير العباد بما يحيط به من نعمٍ وفضائلٍ شتَّى ، وكذلك بعـض الآيات التي فيهـا إعجـاز علمي كقولـه تعالى :  بينهما برزخ لا يبغيان  ، وغير ذلك من الآيات الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى .

قال الزجاج حول قوله سبحانه وتعالى :  فبأي آلاء ربكما تكذبان  : (( لما ذكر الله تعالى في هذه السورة ما يدُلُّ على وحدانيته من خلق الإنسان وتعليم البيان وخَلْق الشمس والقمر والسماء والأرض ، خاطب الجن والإنس ، قال :  فبأي آلاء ربكما تكذبان  أي : فبأي نعم ربكما تكذبان من هذه الأشياء المذكورة ، لأنها كلَّها مُنْعَم بها عليكم في دلالتها إياكم على وحدانيته وفي رزقه إياكم ما به قوامكم )) [ زاد المسير في علم التفسير ، للإمام ابن الجوزي - رحمه الله - ، 8/109 ] .

وبعد هذا أفلا نشكر الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا ، حيث قال :  وقليل من عبادي الشكور  .. أفلا نكون - أخي - من هؤلاء القلة ؟!

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا شكره ، وأن يجمعنا وإياكم في جنات النعيم .
__________________
( اتق الله حيثما كنت )
من السهل جدًا أن نستخدم الإسلام ، ولكن من الصعب جدًا أن نخدم الإسلام
اللاجئ إلى الله غير متصل