مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 01-05-2008, 05:08 PM   #116
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
أبا ثامر :
إن التهم التي رموا بها سيدا على ثلاث حالات :
الأولى :
تهم هي من البهتان العظيم والافتراء الكبير عليه ومن نماذجها :
1- قوله بوحدة الوجود ( الحلولية ) وهي معتقد كفري يخرج صاحبه من الملة . وقد بيّنت لك بالنصوص الظاهرة كيف أنه براء منها ’ بل كيف أنه كتب محاربا لها ! والنصوص غير ما ذكرت كثير .
2- أخذه بالمنهج الشيوعي ( الاشتراكي ) وهو ما يعني تطبيق منهج غير الشريعة الإسلامية , وهذا لم أتحدث عنه بعد
3- القول بخلق القرآن , ولم أتحدث عنه
4- تكفيره المسلمين , وسيكون – إن شاء الله تعالى - أول حديثي عن هذه الفرى .
ونحوها
الثانية :
تهم أخرى مفتراة عليه , ألصقوها بسيد لسوء فهمهم لكلامه , وعجلتهم بعدم رد كلامه لبعضه , لكنها أقل من أن تكون مكفرة كالسابقة ومن نماذجها :
1- وصفه القرآن بالموسيقى .
2- ذمه لنبي الله موسى - عليه السلام -
3- قوله عن داوود – عليه السلام - إنه يلحن أناشيد في محرابه ... الخ
ونحوها

الثالثة :
تهم هي حق , وقع فيها سيد , ومن نماذجها :
1- تطاوله على بعض الصحابة ( عثمان وأبي سفيان بن حرب , ومعاوية , وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم - )
وهذا رجع عنه سيدا وأزاله من كتبه التي طبعت على نظره بحمد الله .
مع أني سأتحدث حول الموضوع بما يزيل الخلط بين حق الصحابة من التبجيل والإكبار – رضي الله عنهم - وبين التقديس والغلو المنهي عنه , وهل من الإثم أن يقال عن الصحابي أنه أخطأ , ولعلي أجد متسعا للحديث عن منازل الصحابة في الفضل - رضي الله عنهم أجمعين - .
2- استخدامه ألفاظا تخالف المعتقد عند بعض آيات الصفات , وهو الخطأ الذي لم يبرأ منه أئمة كبار كالشوكاني وابن حجر وغيرهما .
ولعلي أجد متسعا لبعض التفصيل لاحقا – إن شاء الله تعالى -
************
ابا ثامر :
في مسألة ذم سيد للصحابة وضّحت لك أنه رجع عن ذلك وخلص كتبه منه في الطبعات النظامية التي طُبِعت على نظره .
وغير حذفها فلسيد شهود عدول على رجوعه عنها

ولم يختلف المحققون من الباحثين والعلماء أن سيدا رجع عن هذا السوء , وإنما اختلفوا في تفسير قصده عندما حذّر برسالته من طباعة كتبه السابقة ( التي سبقت الظلال ) والتي تحمل فكرا وأقوالا رجع عنها
فمنهم من قال بأن قصده حذف ما أشار إليه منها فقط , مع الاستفادة منها .
وهذا أيده صلاح الخالدي في كتابه ( سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد )
ومنهم من ذهب إلى أن قصده إتلاف كتبه تلك وعدم رضاه بنشرها مطلقا
وممن ذهبوا إلى هذا أخوه الشيخ محمد قطب – رحمه الله تعالى -
وليس هذا هو الأمر فقط .
بل هو كتب عن هذا بنفسه وحذر من طبع كتبه تلك ونشرها بين الناس ( وكان هذا أثناء سجنه )
بل له مزيد هام من تأكيدات سيد مرة بعد أخرى لتبدل حاله وأخ الله له من حال عدم الاستقرار إلى هذا الختام الحسن بحمد الله – هكذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكيه على الله –

خذ نموذجا من الشهادات :
قال أخوه الشيخ محمد قطب في رد على رسالة استفسار من الكتور الهرفي :

" الأخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد الهرفي حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سألتني عن كتاب ( العدالة الاجتماعية ) فأخبرك أن هذا أول كتاب ألفه بعد أن كانت اهتماماته في السابق متجهة إلى الأدب والنقد الأدبي وهذا الكتاب لا يمثل فكره بعد أن نضج تفكيره وصار بحول الله أرسخ قدماً في الإسلام .
وهو لم يوصِ بقراءته
إنما الكتب التي أوصى بقراءتها قبيل وفاته هي :
( الظلال ) وبصفة خاصة الأجزاء الإثنا عشر الأولى المعادة المنقحة وهي آخر ما كتب من الظلال على وجه التقريب وحرص على أن يودعها فكره كله .
( معالم في الطريق ) ومعظمه مأخوذ من الظلال مع إضافة فصول جديدة .
و ( هذا الدين ) .
و ( المستقبل لهذا الدين ) .
( خصائص التصور الإسلامي ) .
و (مقومات التصور الإسلامي ) وهو الكتاب الذي نشر بعد وفاته .
و ( الإسلام ومشكلات الحضارة ) .
أما الكتب التي أوصى بعدم قراءتها فهي كل ما كتبه قبل الظلال ، ومن بينها ( العدالة الاجتماعية )

أما كتاب ( لماذا أعدموني ) فهو ليس كتابا إنما هو محاضر التحقيق التي أجريت معه في السجن الحربي ، حذفت منها الأسئلة التي وجهها إليه المحقق وبقيت الأجوبة ، وقد استخرجها محمد حسنين هيكل من ملفات السجن وباعها لجريدة الشرق الأوسط فنشرتها في جريدة المسلمون مجزأة ثم نشرتها في صورة كتاب ، ولما كنا لم نطلع على أصولها فلا نستطيع أن نحكم على مدى صحتها ومن المؤكد أنهم حذفوا منها ما يختص بالتعذيب وقد اعترفت الجريدة بذلك , أما الباقي فيحتمل صدوره عنه ولكن لا يمكن القطع بذلك وفضلاً عن ذلك فهذه التحقيقات كلها كانت تجري في ظل التعذيب .

هذا جواب ما سألتني عنه . وبالله التوفيق . محمد قطب "
انتهى


وإليك الآن نموذجا من كلامه هو يتحدث عن تبدل حاله .
في كتابه ( الظلال ) وفي آخربحثه في سورة الحجرات , وبيان أن حقيقة الإيمان إذا استقرت في القلب جلبت معرفة بسعة الوجود ووحدة نظامه وسبره وفق الناموس الإلهي المقدّر :
قال :
ومن هذه المعرفة لحقيقة الوجود حوله ، ولحقيقة الدور المقسوم له ، ولحقيقة الطاقة المهيأة له للقيام بهذا الدور . من هذه المعرفة يستمد الطمأنينة والسكينة والارتياح لما يجري حوله ، ولما يقع له ..............................
ومن هذه المعرفة تختفي مشاعر القلق والشك والحيرة الناشئة عن عدم معرفة المنشأ والمصير؛ وعدم رؤية المطوي من الطريق ، وعدم الثقة بالحكمة التي تكمن وراء مجيئه وذهابه ، ووراء رحلته في ذلك الطريق ............................
ويختفي شعور كالشعور الذي عشته في فترة من فترات الضياع والقلق ، قبل أن أحيا في ظلال القرآن ، وقبل أن يأخذ الله بيدي إلى ظله الكريم .
ذلك الشعور الذي خلعته روحي المتعبة على الكون كله فعبرت عنه أقول :
وقف الكون حائراً أين يمضي؟ ... ولماذا وكيف - لو شاء - يمضي؟
عبث ضائع وجهد غبين ... ومصير مقنَّع ليس يُرضي
فأنا أعرف اليوم - ولله الحمد والمنة - أنه ليس هنالك جهد غبين فكل جهد مجزي . وليس هناك تعب ضائع فكل تعب مثمر . وأن المصير مرض وأنه بين يدي عادل رحيم . وأنا أشعر اليوم - ولله الحمد والمنة - أن الكون لا يقف تلك الوقفة البائسة أبداً ، فروح الكون تؤمن بربها ، وتتجه إليه ، وتسبح بحمده . والكون يمضي وفق ناموسه الذي اختاره الله له ، في طاعة وفي رضى وفي تسليم!
وهذا كسب ضخم في عالم الشعور وعالم التفكير ، كما أنه كسب ضخم في عالم الجسد والأعصاب ، فوق ما هو كسب ضخم في جمال العمل والنشاط والتأثر والتأثير .
والإيمان - بعد قوة دافعة وطاقة مجمعة . فما تكاد حقيقته تستقر في القلب حتى تتحرك لتعمل ، ولتحقق ذاتها في الواقع ، ولتوائم بين صورتها المضمرة وصورتها الظاهرة . كما أنها تستولي على مصادر الحركة في الكائن البشري كلها ، وتدفعها في الطريق "

وللحديث بقية _ إن شاء الله تعالى .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
برق1 غير متصل