مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 02-05-2008, 01:55 AM   #122
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
أبا ثامر :

متى ستتوقف عن كثرة التذكير بأصل موضوعك , وأني لم أفهمه عنك , أو حتى تعمّدي حرفه عن مساره - كما زعمت -
فقد فهمته عنك من أول نظرة , وأيدتك فيه , وأنك على حق في عموم النظرة , وأكدت هذا مرة أخرى.
لكني خالفتك بالتمثيل , فقد اخترت له رجلين ظني أن المقارنة بينهما لا تليق , وأن كلامك عن سيد بذاك الإيحاء السيء لا يقبل منك , وهذا الذي امتد بسببه الحوار .
موضوعك فهمته ووافقتك عليه , وأثنيت على توجيهك الطيّب , ولكن :
ربما لم أفهم عنك اختيارك لسيد قطب من بين آلاف العلماء والمفكرين , ليتك تشرحه لنا , لنعلم أنك لم تختره لتتهمنا ( بالحزبية , واتباع رجل (((( ضال ))))) في العقيدة هو سيد قطب , نتّبعه وندافع عنه زورا وتعصبا .

*****
هل ما زلت ترى أن سيدا يقول بعقيدة وحدة الوجود بعدما ذكرت لك من كلامه ما يدل على بعده عنها , بل وحربه لها .
هل ما زلت كما هو مستمر بموضوعك هذا تجرّم سيدا بأخطاء ( تاب ) منها ؟

*******
أكثرت وصفي بالكذب , وزعم أني صاحب هوى , وأني حزبي , ثم ختمت هاهنا بتأويل كلامي بما يسوء وتحميله ما لا أريد منه !

ثم :
إنني استخدمت عبارة :
" استخدامه ألفاظا تخالف المعتقد عند بعض آيات الصفات , وهو الخطأ الذي لم يبرأ منه أئمة كبار كالشوكاني وابن حجر وغيرهما "
وليتني لم أستخدمها !
فقد اقتنصتها أنت ولوّنتها وكأناها شهادة ( كبرى ) على ضلال سيد .
وأنت تعلم أن أخطاءً كهذه من رجل مثله تلحق بأخطاء الكبار فلا تجعل شماعة للذم , بل هي من زلات الفضلاء , وليست كزلة من يقول بأن بيع الدش جائز , لكوننا نضطر لشرائه حتى نشاهد به القناة السعودية الأولى والثانية وقناة الإم بي سي !!! فكيف نشاهدها لو لم نجد من يبيعنا الدش ؟!
فهذا طيش لا يقبل من رجل عاقل فكيف به من ( شيخ )
لاحظ أنني قلت : ( استخدامه ألفاظا ) لعلمي أنه لا يقصد ما ذممته به من تهم خبيثة , وإنما هو مجرد لفظ لم يرد به ما يفهم لأول وهلة من يقرأ النصوص بعجلة ويبترها من سياقها ولا يردّها لباقي كلام الرجال .

فخذ ما يدلك على أنك ذممته تصديقا لأناس أعمتهم العجلة والبحث عن كل نقيصة تقدح بسيد :
قال عن استواء الله على العرش :
" { على العرش استوى } والاستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة والاستعلاء . فأمر الناس إذن إليه وما على الرسول إلا التذكرة لمن يخشى . "وأنت تعلم أن المعتزلة ينكرون استواء الله على العرش , ولذا يؤولون الاستواء بأن المقصود به العلو , أو الهيمنة ونحوها , وينكرون أن الله استوى بذاته على عرشه .
وهذا سيد قد ( استخدم ألفاظا ) ظاهرها مخالف لمعتقد أهل السنة وموافق للمعتزلة !

لكن سيدا لم يرد هذا لشواهد منها :
1- أنك لو تمعنت في هذا النص لم تجد فيه دليلا على أنه ينكر صفة الاستواء , فهو قال إن الاستواء ( على ) العرش كناية عن غاية السيطرة والاستعلاء , وأنت تعلم أن الكناية في البلاغة العربية تؤخذ من الحقيقة , فمثلا : لو قال شخص : " إن حاتم كثير الرماد " فهذا كناية عن الكرم , وهو في الوقت نفسه وصف صحيح حاصل , فحاتم لكثرة طبخه للضيوف وإيقاد النيران ليهتدوا إليه كثر الرماد جدا حول بيته .
وعليه فقولنا إن هذا كناية عن كرمه , لا يعني نفينا كثرة الرماد عند بيته

2- أنه استخدم كلمة ( على ) العرش , وهو الاستخدام الذي يتحاشاه المعتزلة فهم يهربون عن ( على ) هذه عند تأويلاتهم .

3- أنك لو نظرت في سائر كلامه في الظلال وباقي الكتب , لوجدت ما يدلك على أنه يؤمن بما ينكر المعتزلة من صفات إلهية كصفة الكلام والوجه وكرؤية الله يوم القيامة , وهو يتوقف عن تأويل كيفيتها وفق منهج أهل السنة , الذي يتركون تأوليها لأنها صفات تليق بجلال الله لا يمكن تصورها على حال أبدا .
انظر ما قال عن رؤية الله يوم القيامة :
" { وجوه يؤمئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة } . .
إن هذا النص ليشير إشارة سريعة إلى حالة تعجز الكلمات عن تصويرها؛ كما يعجز الإدراك عن تصورها بكل حقيقتها .........
إلى ربها . . ؟!
فأي مستوى من الرفعة هذا؟ أي مستوى من السعادة؟ إن روح الإنسان لتستمتع أحياناً بلمحة من جمال الإبداع الإلهي في الكون أو النفس ، تراها في الليلة القمراء . أو الليل الساجي . أو الفجر الوليد . أو الظل المديد . أو البحر العباب . أو الصحراء المنسابة . أو الروض البهيج ......... فكيف؟ كيف بها
وهي تنظر لا إلى جمال صنع الله ولكن إلى جمال ذات الله؟ "
انتهى

4- أنه يسمي المعتزلة بهذا الاسم ( المعتزلة ) ويذم منهجهم ويسمي أهل السنة بهذا الاسم , بينما المعتزلة يرون أنهم هم أهل السنة ! وهذا دليل ظاهر على أنه ليس على معتقد المعتزلة , وأنه يعيد عن الأخذ بمعتقدهم في صفات الله سبحانه. ولا يسمي المعتزلة أنفسهم بهذا الاسم !
مما قال عنهم :
" ولا نريد أن ندخل بهذه المناسبة في الجدل الذي أثاره المعتزلة حول الحكم بأن الخمر رجس : هل هو ناشئ عن أمر الشارع - سبحانه - بتحريمها ، أم إنه ناشئ عن صفة ملازمة للخمر في ذاتها .وهل المحرمات محرمات لصفة ملازمة لها ، أم إن هذه الصفة تلزمها من التحريم . . فهو جدل عقيم في نظرنا وغريب على الحس الإسلامي! . . والله حين يحرم شيئاً يعلم - سبحانه - لم حرمه . سواء ذكر سبب التحريم أو لم يذكر . وسواء كان التحريم لصفة ثابتة في المحرم ، أو لعلة تتعلق بمن يتناوله من ناحية ذاته ، أو من ناحية مصلحة الجماعة "

وقال : " وكل ما ثار من الجدل بشأن هذه القضية ( يعني قضية الجبر والاختيار ) سواء في تاريخ الفكر الإسلامي ، وبخاصة بين المعتزلة وأهل السنة والمرجئة - أو في تاريخ اللاهوت والفلسفة - وكل القضايا والتعبيرات عنها ، موسومة بطابع المنطق الذهني . "

إلى غير هذا من أمارات واضحة على أنه على منهج أهل السنة في صفات الله , ولكنه يغرِق في استخدام الأسلوب الأدبي الذي يفهم منه قليل الخبرة وسريع الأخذ وقليل العلم أن سيدا يدين بعقيدة غير عقيدة أهل السنة .

وهذا يذكّرني بقولك عنه إنه يقول بخلق القرآن !
وهي فرية وبهتان عظيم يعني أن سيدا ينكر صفة أثبتها الله لنفسه ففي كتابه الكريم وهي صفة الكلام , وأنت بهذا تقول بأن سيدا يرى أن القرآن خلق كما خلق البشر والحجر والشجر , وليس كلاما تكلم به الله إلى جبريل , فالله بظنهم لا يتكلم . وألا لشابه خلقه ( وهو اجتهاد منهم في تنزيه الله عن مشابهة خلقه بالغوا فيه إلى حد إنكار ما أثبته الله لنفسه )

لقد اقتنص أتباع الجامي من الظلال كلمة ( صنع الله ) عندما وصف بها القرآن , فرموه بهذه الفرية ! زاعمين أن سيدا يقول بأن القرآن ( مصنوع ) أي مخلوق , وليس كلاما تكلم به الله تعالى .
وكان الأولى بهم أن يذهبوا إلى باقي كلامه ليستطلعوا عقيدته قبل أن يرموه بالبهتان !
فمثلا : كان يحسن بهم أن يرجعوا إلى قوله في الظلال نفسه :
" { قال : يا موسى ، إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي ، فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين } . .
ونفهم من قول الله سبحانه لموسى - عليه السلام - { اني اصطفيتك على الناس برسالاتي } . . أن المقصود بالناس الذين اصطفاه عليهم هم أهل زمانه - فالرسل كانوا قبل موسى وبعده - ..... أما الكلام فهو الذي تفرد به موسى - عليه السلام - "
" وإذا كان الله قد كلم موسى تكليماً فهو لون من الوحي لا يعرف أحد كيف كان يتم . لأن القرآن - وهو المصدر الوحيد الصحيح الذي لا يرقى الشك إلى صحته - لم يفصل لنا في ذلك شيئاً . فلا نعلم إلا أنه كان كلاماً . " فهذان نصان صريحان من نصوص كثيرة يثبت بها سيدا صفة الكلام لله الكبير المتعال , ويتوقف عن بيان كيفية كلام الله , وهو منهج أهل السنة والجماعة في صفات ذات الله تعالى عن مشابهة خلقه علوا كبيرا .
فإين غابت أفهامهم عن هذا؟!
وهذا التعامي عن ناصع كلام سيد واجتزاء عبارات بلاغية قالها سيد لإلصاق الذم به هو ما دعى الشيخ بكر أبو زيد لتعنيفهم بذم شديد وتوبيخ كبير , ورفع مقام سيد أن يتناول فكره أمثالهم .

***

أما عن نيتي الحديث عن الفرق بين تقدير الصحابة الكرام وبين تقديسهم , وقولي : " وهل من الإثم أن يقال عن الصحابي أنه أخطأ..."
فليس إلا لتنبيه القارئ الكريم أنه ليس صوابا أنه كلما رأى عالما يخطّئ صحابيا حكم بأن ضل وخالف العقيدة وارتكب إثما ووجب حربه

فإن علماءنا الفضلاء يقولون مثلا بأن معاوية وعمر ين العاص مخطئان في الفتنة التي حصلت عندما حاربا عليا , وأن عليا كان على الحق ! ولا يعني هذا أني أدافع عن سيد أبدا , فسيد مخطئ كما بينت لك , لكن يكفي دفاعا عنه أنه رجع عن هذا وحذفه من كتبه . وهذا أصل اتفق فيه سيدا مع العلماء الربانيين , لكن خطأه أنه تجاوز للذم , وقد بيّنت لك أنه ((( تاب )) عن هذا , وحذفه .

****
لعل من أخطائك في الحوار أنك تضرب صفحا عن زبدة كلامنا لتقتنص ألفاظا من ثناياه تبترها من سياقها لتجعل منها شاهدا على ما وافك مرادك , وكأن كل كلامنا لا ثمرة فيه إلا ما اقتصصت !

مثال :

قلت : " فلاتجعل موضوعي مدخلا " للتهوين من الكلام في الصحابة وسبهم وعدم تقديسهم "
كيف فهمت من كلامي أنني سأجعل الموضوع مدخلا (((( لتهوين ))) من مقام الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - ؟!
أما عن حديثي عن مراتب الصحابة , فسأتركه لطلبك تقديرا لك , وهو بالمناسبة استطراد لا ضرورة له بالموضوع , وإنما وجدت له مناسبة لتعريف القارئ الكريم بمراتبهم عند علمائنا سلفا وخلفا . رضي الله عن أصحاب رسوله أجمعين , وكلهم عدول شرّفهم الله في كتابه الكريم إذ قال عنهم { وكلا وعد الله الحسنى }
وإني أستغفر الله إن أفهم كلامي استخفافا بمثقامهم وهم من هم فضلا وشرفا بما اختارهم الله تعالى لصحبة خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
برق1 غير متصل