[برق1]

الأخ sophist :

وهل التاريخ الحديث إلا عصر النهضة الغربية , وعصر سيادة المنهج الغربي
ولئن كنت تولي ميلا لسياسة الجدر فهذا اجتهاد مقبول ووجهة نظر لا أعدها خاطئة .
لكن الذي طرقت بمقالي غير هذا
تحدثت عن رفع شعار وتطبيق ( ضده ) فالتصريح السياسي وقوده شعارات الخير والسلام والمحبة , واما فعل العسكر بأمر الساسة فتدمير المحبة والإخاء والسلام .
هذه هي الحكاية .

نموذج :
عندما طوّق الحصار اليهودي الغربي ( العربي ) أعناق إخوتنا أهل غزة تنكيلا بهم على تأييدهم حاملي المنهج الإسلامي , وعندما عاينوا الموت جوعا ومرضا رأي العين , دهموا تحصينات حسني مبارك وأبي الغيط , واختلطوا بلمح البصر مع سكان شمال سيناء , وجلبوا الميرة والعلاج قدر ما استطاعوا .
حسني وأبو الغيط وكما رأينا جميعا تبجحا بأنهما (((( سمحا )))) مؤقتا للغزاويين بالتبضع من مصر , تفضلا وتقديرا لحال هؤلاء ((( الغلبانين ))) وتكلما كلاما يقطر مشاعر وإنسانيات كلها ( أرانب ) ثم كان الفعل , باشر حسني وإبو الغيط بناء جدار يقاوم العزل , وجمعوا حشدا من كلاب الحدود تعقر كل من حاول الدخول أو الخروج من أو إلى أرض ( التجويع ) !
بعدها , بعد أن ضمن أبو الغيط متانة الجدار الجديد وكثافة كلابه هناك وأنها مدججة تقوم بالواجب . قال :
على الفلسطينيين أن يعلموا أن حدود مصر حدود محرّمة وأن حربهم مع إسرائيل لا مع مصر , وليعلموا أننا لن نتوانى عن حماية حدودنا عن أي اقتحام ( جديد )
أين المشاعر يا أبا الغيط وأين الإخاء , وأين البكاء الذي ذرفت دموعه قبل شهر على الحال المبكية للمساكين ؟؟؟!!!
ذهب كل هذا مع الجدار
هذا هو الجدار الذي نتحدث عنه مهما اختلفت مواقعه وتطبيقاته , فالجامع المشترك هو ( سحل ) الشعوب المغلوبة كي لا تنطق أو تفعل لتسترد حريتها وكرامتها .

*******
لو أخذ المسلمون من الغرب ما كانوا يرونه رجسا من عمل الشيطان , فهذا خطأ , والخطأ من سيما البشر .
لكنّي لا أرى المسلمين يستشارون فيما يؤخذ ويترك
ولا أجد أن ( المسلمين ) أخذوا ما كانوا يرونه رجسا أبدا حتى الساعة
وأعني بالمسلمين ذوي الحل والعقد وأهل الاختصاص ببيان أن هذا حلال وهذا حرام ,
ولا يعنيني بعدهم أمر العامة وأمر الرعاع , ثم لا يعنيني أمر من غلبتهم الشهوة , كذا لا يعنيني أمر حكومات لم تعمل وفق مراد الله أصلا .

ربما أخطأنا بالخلطبين التوجه العام الذي يستصرخه الإعلام ويجلده من قفاه الساسة بسياط العسكر , وبين نداءات المصلحين ذوي الاختصاص , فهؤلاء لا زالوا ينادون بما نادوا به قبل مئة عام , وما مالوا عنه قيد أنملة .
ولا تسلني عن الهالك الذي تنكّب الطريق من هؤلاء , فقلوب الناس بين أصبعين من أصابع الرحمن , وإنما سلني عن ذات المنهج مهما تعقبت على حمل رايته الأيادي جيلا بعد جيل

وبالحديث عن الحكومات , فليت حكوماتنا يوم أخذت ( رجس ) الحضارة الغربية , جلبت معه مدنيتها وعلومها !
لم تجلب لنا مع الأسف غير الروث من هناك لأنها تقتات عليه . ومأساتنا اليوم هذا مربطها الذي تدور حوله .