..
لا أزال في حيرة حينما أتحدث عن هذا المنهج بالذات ، و الذي يزيد حيرتي هو السكوت المزعج من الأكابر من أهل العلم عن هذا الذي يحدث ، و قد حاولت جاهداً بيان خطر هذا الأمر ، و ما أراه من شر يلوح في خبايا المستقبل و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
إنني هنا أتحدث عن شرخ كبير في كيان هذه الأمة ، و في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية ، و التي بدأت فيها هذه الحزبيات تتأجج و تضطرم ، و أصبح الوافدون إلى هذه البلاد يزدادون حيرة إلى حيرتهم و هم يرون أبناء الصحابة على هذه الحال .
ثم يأتي من أساتذة الجامعات و الكليات الشرعية من يعزز هذا الأمر و يحييه ، و يزيده تعقيدا من خلال فرضيات يمليها عليه عقله الخفيف ، فلا يرضى إلا بطرحها على طلابه من أجل ترسيخ فكرته بهذا الأسلوب السخيف الوقح ، و كأننا في المراحل الدنيا من الإبتدائية ، فيالسذاجة و البدائية في عقول هؤلاء .
و الويل لمن يبدي رأيه المضاد ، أو الفتوى المعارضه ، و من يرتكب هذا فإن الحرمان و الرسوب له بالمرصاد ، و أذكر أننا في أحد المستويات الدراسية قد ابتلينا بواحد من هؤلاء هداهم الله ، فقال أحد الطلبة الحكماء : لا تناقشوا ولا تخالفوا ، و أطرقوا رؤوسكم بالتأييد لكل ما يقوله الدكتور فلان ..
و هذا بالفعل كلام منطقي صحيح ، لأنك أمام شخص قد أحصيت عليه السوابق في اتخاذ سلطته لإيحياء فكرته المهزوزة ..
أعتقد أن هذه فتنة ، نسأل الله أن يحفظنا و يسلمنا منها ، و أن يقيض من يردها و يصدها ، و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..