بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي ولي العهد حفظه الله
السلام عليكم ورحــــمة الله وبــــــركاته
سبق وأن بعثت لكم إلحاقاً للأوراق المقيدة بمجلس الوزراء برقم 41038 في 22/7 / 1422 هـ بعض الإحصائيات وما تناقلته الصحافة العالمية عن كسل وإتكالية 40% من الشعب السعودي بسبب الإجراءات العمالية والتسيب الإداري في ادارات استقدام العمالة التي أغرقت السعودية بما يشكل 40 % من التعداد العام للسكان في السعودية
وقد أردت بهذا الإثباتات أن أدلل على مدى سخافة الوزارات السعودية والجهل المستشري في حكومتنا ( الرشيدة ) فبقدر ما كان قرار السماح باستقدام الخدم محل سخرية الأنظمة العالمية اليوم
فإن مثل هذه الحماقات كانت منذ بزوغ فجر الإسلام محل تحذير من قبل المشرع من باب حماية الفرد والمؤسف أن هذه الحماقات والشبهات تجاوزت الفرد إلى المجتمع بأكمله وأصبحت ( عار ) ) يحميه القانون في ظل حكومتنا ( الرشيدة ) فقد وجد من يسن له القوانين الوضعية التي تجاهلت الأوامر والنواهي الدينية
لأن من قدموا فيز السائق والخادمة للشعب انتهكوا حتى الآداب الإسلامية وتخطوا كل المحاذير الاجتماعية والإسلامية التي جاءت على شكل أوامر ونواهي لتحمي المجتمع وتحافظ على الآداب
ولكن الخدم والأسر جمعتهم السياسة العمياء المتخبطة للحكومة السعودية الجاهلة أو المتجاهلة لتعاليم الدين بعد أن تخلت عن قيم المجتمع وتعاليم الدين أو تجاهلتها
فهل من المعقول أن ينهى الدين أن تحج المرأة لبيت الله إلا بمحرم أو أن تسافر إلا بمحرم بينما أجازت أنظمة وزارة الداخلية ووزارة الخارجية للمرأة الأجنبية الحضور للمملكة العربية السعودية للعمل كخادمة والسكن مع أسرة لتنتهي في النهاية إلى جريمة أخلاقية تؤكد لنا كل يوم خطأ اعتقادنا حينما اعتقدنا أن هذه الأوامر والنواهي الدينية والنبوية بالإمكان ( تهميشها ) استناداً لصلاحيات وزير الداخلية وإمكانيات وزير الخارجية
فأين هي الشريعة الإسلامية التي تفتخر حكومتنا بتطبيقها ؟؟؟
أم أنها انحصرت في قطع الرؤوس والأطراف ؟؟؟
إن التعاليم الإسلامية جاءت لتنظم الحياة ( كل الحياة ) بما فيها من علاقات ومسؤوليات وبما فيها الجوانب الأمنية الاجتماعية التي تبدأ بتنظيم العلاقات الاجتماعية للأسرة وهذا التنظيم هو الذي يؤدي في النهاية إلى أمن المجتمع كله
وحينما نحصر الشريعة الإسلامية على القطع والبتر فهذا يعني أننا آمنا ببعض الدين وكفرنا ببعض
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسافر امرأة مسيرة يوم وليلة إلا ومعها ذو محرم . ( صحيح ) _ ابن ماجه 2899 : وأخرجه البخاري ومسلم .
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفرا يكون ثلاثة أيام فصاعدا إلا ومعها أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها أو ذو محرم منها . ( صحيح ) _ ابن ماجه 2898 : وأخرجه مسلم ، والبخاري مختصرا . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تسافر المرأة مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم
واختلف أهل العلم في المرأة إذا كانت موسرة ولم يكن لها محرم هل تحج فقال بعض أهل العلم لا يجب عليها الحج لأن المحرم من السبيل لقول الله عز وجل ( من استطاع إليه سبيلا ) فقالوا إذا لم يكن لها محرم فلا تستطيع إليه سبيلا وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة
فهل من المعقول أن تلزم المرأة في الحج بوجود المحرم بينما أعفيت من ذلك في أنظمة وزارة الداخلية ووزارة الخارجية ونظام الإقامة والعمل ؟؟؟
فمن الذي أحل لنا أن نحضرها من بلادها للعمل وأن تقيم لمدة شهر أو سنة أو سنتين أو أكثر في السعودية في وسط منازلنا ؟؟؟
وهل من المعقول أن ينهى الدين عن سفر المرأة متوجهة لبيت الله بدون محرم بينما يحل لها السفر باتجاه بيوتنا والسكن بدون محرم ؟؟؟
ألم يأمرنا الدين بأن نفرق بين أبناء الأسرة الواحدة في المضاجع ؟؟؟؟؟
فهل من المعقول أن نحضر الخادمة لكي تشاركهم السكن في المنزل ؟؟؟
هل هناك استثناء في الإسلام للحكومة السعودية أو للشعب السعودي ؟؟؟؟؟
أم أن هناك من يحاول أن يصور أننا شعب بمواصفات ملائكية ؟؟؟؟؟
إن الحوادث اليومية التي نشاهدها في المجتمع وفي أقسام الشرطة تؤكد صحة الشريعة الإسلامية وحمايتها للمجتمع وتؤكد أيضاً أمراض قرارات الحكومة السعودية وتدميرها للمجتمع
سيدي / لو أن من اتخذوا قرارات استقدام السائقين والخادمات نظروا نظرة تمعن في ثقافتنا الإسلامية لوجدوا الكثير من الأمثلة على اهتمام الإسلام بالواجبات والعمل فقد كلف الله أمهات الأنبياء بالقيام بواجباتهم الطبيعية فهذه أم موسى يأمرها الله بالرضاعة ويرده الله لها بعد أن ألقته في اليم لكي تتواصل الرعاية الطبيعية لكي ينشأ طبيعياً وبمشاعر طبيعية لكي يقوم بأعظم دور عرفته الإنسانية
وهذه مريم يأمرها الله بأن تهز جذع النخلة وهي سيدة بعد حالة ولادة وبحاجة لخادمة حسب أنظمة وزارة الخارجية ووزارة الداخلية السعودية
ولكن القرآن نقل هذه الجزئيات البسيطة في سياق القصص لكي نعلم مدى أهمية الواجبات والعمل في حياة الإنسان المسلم وصدق الله العظيم ( ما فرطنا في الكتاب من شيء )
على المسلم القيام بواجباته في الحياة وهو أضعف الإيمان لبناء المجتمع والأمة المسلمة أولاً
وبعد ذلك تأتي بقية الأعمال في بناء جوانب الحياة الأخرى فيجب أن لا يقدم المهم على الأهم والواجبات أولاً لأنها الأهم
لأن المسلم أسندت له مهمة الحفاظ على الحياة كل الحياة ببناء المجتمع ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة
وهذه الأمثلة قدمها القرآن واضحة جلية لمن قرأ القرآن وتدبر معانيه
إنها دروس للأمة على أهمية العمل وأهمية الأدوار والواجبات في الحياة
ولو أن من أصدروا هذه الفيز علموا بما أخبرنا به المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بأنه ما من نبي إلا ورعى الغنم
__________________
للقرق على المسنجر
najdi2@hotmail.com
|