كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
أبا ثامر :
أشكر لطفك , وجميل أدبك يا فاضل , وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنك .
**********
بالنسبة لمسألة ( اللومينا ) فأنا كنت قرأت لك تعقيبا على كلام أحد الإخوة بيّنت فيه أنك فقد الثقة بالمتدينين من ذلك الموقف !
وما دمت نفيت أنك قلت هذا , فلعلي وهمت , أو أنك نسيت , لأني متأكد من قراءتي لهذا الكلام , فربما كان لك في موضوع آخر , أو كان لغيرك
المهم أني أعتذر إليك إن لم يكن لك , وما بي قدرة على البحث عن ذلك التعقيب أين هو , ولمن هو .
******
بالنسبة لقولك الذي ردّدت كثيرا بأن ليس كل من زعم أنه يدافع عن الحق كان مصيبا كحال قتلة عثمان , وأن ليس كل من حارب يظنه مجاهدا كان مجاهدا كحال الخوارج ... الخ .
فهو كلام صواب لا ذرة خطأ واحدة فيه , وهل سيخالفك به شخص له عقل
صدقت , ولكن الذي لا أوافقك عليه هو ( التطبيق ) فأنت تشير به إلى أن سيدا وإن زعم الدفاع عن الشريعة وإن قـُتِل فلا يعني أنه على حق أو أنه في سبيل الله .
لذلك أقول :
أولا :
سيد شهد له من تعلم من أهل الفضل , رجال يصعب حصرهم , من نماذجهم ابن باز وبكر أبو ززيد والشعيبي , عبد الله الجبرين وصالح اللحيدان وأبو الأعلى المودودي ومحمد كشك , وصلاح الخالدي , وسلمان العودة :
خذ مثلا مقطعا من تزكية الشيخ سلمان له عام 1422 هـ قال :
" والذي أدين الله به أن الأستاذ سيد قطب من أئمة الهدى والدين ومن دعاة الإصلاح ، ومن رواد الفكر الإسلامي ... سخّر فكره وقلمه في الدفاع عن الإسلام ، وشرح معانيه ، ورد شبهات أعدائه ، وتقرير عقائده وأحكامه ، على وجه قلّ من يباريه أو يجاريه في هذا الزمان .
وكان حديثه حديث المعايش الذي لابس همّ الإسلام قلبه ، وملك عليه نفسه ، قد شغله الحزن على الإسلام ، والغضب له ، حتى عن ذاته وهمومه الخاصة ."
وكل التزكيات التي لا حصر لها على هذا النهج من الثناء !
ثانيا :
سيد لم يحارب رجلا من كبار الصحابة مشهود له بالجنة كعثمان أو علي ! بل حارب طغاة خونة أزالو الأسلام من حياة الناس وأبطلوا أحكام الشريعة ومسخوا الشعوب حتى جعلوا من دولهم قطعا ممسوخة من مظهر دالول النصرانية بالفساد ومظاهر السوء !
سيد لا كالشيعة ولا الخوارج , ولا الصوفيين أتى بالكفر فأله البشر أو توسل بالقبور أو كفّر مرتكب الكبيرة ... الخ بل هو على منهج أهل السنة وهاهي كتبه شاهدة , وها هي تزكيات كبار الناس علما ومقاما له .
سيد قتلوه وكان من المدافعين عنه قبيل إعدامه الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - !
سيد قتلوه لأنه يريد تطبيق منهج الإسلام بدل المناهج الضالة من شيوعية أو رأسمالية أو غيرها مما عم وطم في بلاد المسلمين وطبقه الحكام الظلمة بقوة السلاح .
******
بالنسبة لطلبك إثبات رجوعه عن ذم الصحابة الأربعة بنص صريح منه في كتبه يفيد هذا
فأقول :
1- أنت ذكرت أن لديك كتبه , فإني أرجو منك أن تفيدنا بعد رجوعك لتلك الكتب : هل تجد فيها هذا الذم للصحابة ؟!
فقد ذكرت لنا سابقا تكفيره لأبي سفيان رضي الله عنه , وليس لهذا أي وجود في كل كتبه .
وذكرت أنه قال في الظلال بأنه لا وجود لدولة واحدة تطبق الشريعة والمنهج الرباني , ولم أجد هذا في الظلال . رغم أنه بنظري قول صحبح لو قال به أي شخص , حسب ما شرحت بتعقيب سابق .
وليس في كتابه ( العدالة الاجتماعية ) بطبعته الأخيرة ( السادسة ) هذا الذم !
و (( كل ))الكتب التي عندي (( خالية )) من ذم الصحابة - رضي اله عنهم - بل وفيها مدح لهم وتأمل لعظيم أخلاقهم وإيمانهم ! بل وذكر أسماء ممن كان ذمهم في كتاباته الأدبية القديمة وخصهم بالثاء !
وهو ما يدل على أنه أبدل الذم بالمدح .
وإن شئت أن أمثل لشيء من المدح فلا بأس .
2- الدليل الذي تبحث عنه تجده في كتبه التي ذكرت لنا أنها عندك , فليتك ترجع إلى هذه الكتب لتتأكد , فلن تجد ما تقوله عنه في كتبه تلك !
فسيد – رحمه الله تعالى وغفر له عندما أعاد طباعة ما استطاع مراجعته من الكتب الحاوية لهذا التطاول على الصحابة الأربعة , في فترة رسوخ منهجه حذفه , وهما كتابان فقط ( العدالة ) و( كتب وشخصيات ) عندما طبع سيدا كتابه ( العدالة الاجتماعية ) طبعته السادسة ( الأخيرة في حياته ) سنة 1383 هـ 1964م حذف منها كل ذم للصحابة .
فلا أظننا وقد علمنا هذا سنظل نقول بأنه يذم الصحابة , فلو كان هذا منهجا صحيحا للزم منه أن نذم كل الناس بسابق أخطائهم ونذم الصحابة أيضا بكفرهم , فنقول مثلا إن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - كافر يئد البنات ويعبد الأصنام , وهو من هو فضلا وصحبة وبشارة بالجنة وملازمة للمصطفى صلى الله عليه وسلم حتى بعد الممات , لم يضره بحمد الله سالف السوء , بل غفره الله له بتوبته منه , نسأل الله أن يبدل سيئاته حسنات , والكتاب بهذه الطبعة أمامك لو شئت الاطلاع .
وقد أشار إلى هذا الدكتور الخالدي في كتابه ( سيد قطب من الميلاد للاستشهاد ) أثناء في حديثه عن كتاب ( العدالة الاجتماعية ) حيث قال :
" وقد أشرنا إلى أثر الكتاب في مختلف الأوساط الحكومية والشيوعية و الإخوانية، وأن سيداً اقترب بكتابه هذا كثيراً من الإخوان المسلمين، إلى أن ربط مصيره بمصيرهم بعد ذلك.
وقد اتهم محمود شاكر سيد قطب في "العدالة" بإساءته القول في حق الصحابة، وانتقاده للخليفة الراشد عثمان بن عفان.
وقد طبع الكتاب عدة طبعات في حياة سيد، كانت آخرها الطبعة السادسة التي أصدرتها "دار إحياء الكتب العربية" عام 1964م، وهي طبعة منقحة، حيث حذف منها العبارات التي أخذها عليه محمود شاكر وغيرُه، والمتعلقة بعثمان ومعاوية رضي الله عنهما، وأضاف لها فصل( التصور الإسلامي والثقافة ) أحد فصول ( معالم في الطريق ) " انتهى
3- الرسالة التي دفعها سيد إلى بعض إخوانه في مصر وغيرها , يبيّن فيها رجوعه عن كثير من أفكاره في كتبه السابقة , ويطلب عدم طباعتها , أو نشرها بين الناس , لم أطلع عليها شخصيا , وإنما أقرأ تعقيب أخيه محمد وصلاح الخالدي , وعبد الله العقيل , وغيرهم عليها , واختلافهم في تفسيرها , ولن يختلف رجال كبار عاصروا سيدا على تأويل وتبنّي نص لم يثبت عنه , أسأل الله أن يظهر هذا النص ليضاف إلى غيره من الشهادات الواضحة .
والخلاف بين المطلعين على رسالته بالتبرؤ من كتبه السابقة قبل الظلال , إنما هو :
هل مراد سيد أن تتلف كل كتبه السابقة , وهذا ما ذهب إليه أخوه الشيخ محمد وآخرون , أو أن قصده تخليص كتبه من الأفكار التي يراها خاطئة , وهذا ما رآه الشيخ صلاح الخالدي , الذي أنكر في كتابه ( سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ) أن سيدا يريد إتلاف كتبه مع ما فيها من فكر عظيم لا يمكن أن يأمر سيد بإتلافه وحرمان المسلمين منه , ببساطة
4- رجوعه عن هذا أمر من الشهرة وشهادات الثقات بما لا يحيج إلى نص من رجل قضى حياته بعد رسوخ المنهج في السجون يعاني التعذيب الأليم ستة خمسة عشر عاما , والأمراض المتنوعة !
ألا يكفي أن شهد به الكثيرون , ومنهم الشيخ صلاح الخالدي , والشيخ محمد قطب , وكثيرون غيرهم
ممن يكفينا شهادة واحد منهم , وقد نقلت لك شهادة أخيه محمد في تعقيب سابق .
وإعلانه الرجوع عن سايق ذمه , فقد نقلها الثقات وأنه جاء برسالة بعثها إلى بعضهم من سجنه , لكن الرسالة ليست في أيدينا , وربما عثر على نصها مستقبلا , لكن, فهو داخل في إعلانه الرجوع عن فكره القديم , و
5- قد ذكرت لك نصوصا من كتبه أكد فيها هو أنه غيّر منهجه ورجع عن فكره السابق – وبالمناسبة فلا أجد عليه إلا خطأ ( واحدا ) فقط ! هو كلامه عن الصحابة الأربعة , وإلا فباقي فكره عظبيم يسطر بما الذهب , وإنما الذي يبدو أن سيدا ندم على تلك الكتابات الأدبية ( القيمة ) التي يراها مضيعة لوقت كان الأولى شغله بما هو أهم من الدعوة إلى منهج الله , فرجوعه من رجوع الفضلاء عن المفضول للفاضل لا عن الخطأ للصواب - .
**************
ثم :
عن نظرتك إلى ما يحصل بالسعودية من مخالفات رسمية للمنهج الإلهي على أنها أخطاء لا تلغي أننا نسير على المنهج الشرعي , فلا أخالفك الرأي , لكن لسيد رأيه أيضا خاصة وأنه يعلم شيئا كثير عن حال دولنا , مع أني شخصيا أنظر إلى كثير من الأمور فلا أستطيع تصور صدورها من دولة جادة في تطبيق شريعة الله ( المنهج الإسلامي ) في حياة النس , فمن الأمثلة القريبة , أن يعيّن أخبث الناس وزيرا للإعلام أو وزيرا للعمل ! ويترك ينفث سمه في مجال عمل المرأة واختلاطها بالرجل , وذاك يحقن عفنه الأخلاقي والفكري بعقول الناس عبر وسائل إعلامه !
إنه يصعب على نفسي جعل رعاية الربا وتقنينه والتعامل به , وإشاعة الفاحشة في المجتمع عبر الإعلام الرسمي كقنوات التلفزيون السعودي , والمفسوح كقنوات الإم بي سي وروتانا والأي أر تي وغيرها , يصعب أن يعد المؤمن مثل هذه المخالفات مجرد أخطاء , فهي في شريعة الله جرائم كبار تؤذن بعقاب عاجل
وليت الأمر يقف هنا ... بل إني أرى الكثير من المخالفات الصارخة لشريعة الله , يطول ذكرها , ويستحيل الحديث عن بعضها !
المهم عندي أن نعلم أن سيدا لا يريد مجرد الأحكام القضائية , بل يريد عدم وجود حكومة تجعل هدي الشريعة منهجا توافقه كل أنظمتها , واتفاقاتها , وعلاقاتها , وتسير عليه كل مؤسساتها وتلزم به أفراد رعيتها .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا
***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 11-05-2008 الساعة 10:01 PM.
|