العم الكبير ( 1 - 2 )
في حي الشماس ، وعلى الطريق المتفرع من السوق متجها نحو الشمال ، ثمة دكاكين عتيقة يجلس على أعتابها شيوخ يلتقون فيها ويتناقلون الأخبار والقصص ، وفي جوف الدكان بضاعة واحدة ، كيس فيه قطع من الحلوى المكورة تأتي على شكل رأس بقدم واحدة بيضاء ، وكرتون طماطم ، ومكنسة من قش مشدودة في خاصرتها ومعلقة على الجدار ، وعلبتا صابون أحمر على الرف ، وكيس أرز في آخر الدكان .
كنا حينما ندخل أبي وأنا إلى السوق يأمرني بالوقوف حيالهم ثم ينزل وربما قضى معهم سحابة نهاره .
ولكن أبي مات -رحمه الله -ولم أعد أعرج على تلك الأعتاب .
ويهرول الزمن .
وتحملني رجلاي إلى ذلك الطريق قبل أيام !
البضاعة هي البضاعة ، والدكان هو الدكان ، والعتبات مازالت محلا للقاء ونقل الأخبار في الوقت الذي تتلاحق فيه أرقام آلات مكائن الحاسبات في الأسواق التجارية الكبيرة ، ويقف على طاولات الكاشير الكثير من الموضفين الشباب .
ثمة عربة أخرى تقل بقية هذا العم الكبير ...