16-05-2008, 02:10 AM
|
#11
|
Registered User
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 11
|
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها برق1 |
 |
|
|
|
|
|
|
أبا العباس :
إنه زمن المهازل
عصر مهارشة السفهاء !
كم أثارت من غبرة , وعتّمت من حقيقة , وحرمت الناس من رأي حصيف .
كم أحبطت رأي ذي الرأي, ثم بالت عليه , ومن ذا يكتشف جوهرا غلّفته الأبوال ؟!
ولا ذنب له إلا أن صاحبه مر به في السوق لم يحمله , بل جرّه على الأرض فداسته الأقدام , وسلحت عليه السفهاء .
كم قـُـطـِّـعت نفس الحكيم حسرات ؛ لِمَا رأته من قرن الضرغام بالنعام , ومن رفع للوضيع ووضع للرفيع !
إن مواجهة السفهاء تكون بالإعراض , يمضي الشريف في دربه من غير التفات , إلا التفاتة الشفقة .
هل للسفيه رأي حتى ترجوه ؟! وهل لديه علم حتى تطلبه ؟!
إن مجادلة السفيه لا تزيد ذا الرأي غير هوان , ولا رأيه غير غبش , ولا العلم الذي عرض غير ضعة .
وحق العلم الشريف , والرأي الحصيف أن يصان عن أن يتناوله هؤلاء , بل أمانته يسلم إلى أهله مصون المقام .
أزمة الحق اليوم أنه لا درع له , ولا دافع عنه , والحق إن لم يجد أهله ارتفع وسما وترك الناس تقودها الغلمة والسفهاء .
وهل تسلم السفهاء زمام الأمر كما تسلموه اليوم .
الصبر الصبر , والبذل البذل . ولو عمّرت ألف عام .
على الناصح الجهد , وإلى الله أمر التدبير .
إن احتضار الفكر أن تذهب نفس حامله حسرات , فالحسرات رحم القنوط , ومن قنط قعد , ومن قعد هلك .
العقلاء في الأرض كثير , وهم وإن أغبشت عنهم غبرة الرعاع , فبضاعتهم الحق , والحق أبلج لا تكسوه ظلمة , وصوته رخيم مائز عن أصوات النباح .
ثم
على الحكيم التسليم أن الحقيقة لم تحكر له , والعصمة لم تودع فيه .
هو ( إنسان ) والإنسان خطاء , فلا يبرم أن يعارض له رأي , ولا يغضب أن يرد عليه قول , يظنه شاردة العصر , والدانة من الناس .
لو فطن المرء إلى ما ينعم به من فهم , وأن الله هو من أودع العقول في الناس ؛ لعرف نعمته عليه , وكبير ما حباه به , ولأخذته الشفقة بخلق الله , فعاملهم معاملة الرحيم , وعالج حالهم معالجة الحكيم , وإن من تواضع لله رفعه , ومن رفع اللهُ فلا واضع له , ثم إن من تواضع للناس أحبّوه , ومن أحبوه قبلوا منه , وأخذوا عنه , وما كان الرفق في شيء إلا ( زانه ) .
.
|
|
 |
|
 |
|
ليتنا نتعلم من هذا القول الذي يكاد لا يفارق صفحاته صفحة صفحة ! !
على المرء أن يقف مع نفسه وقفة تزيل عن عينيه غبش الظلامية ولو قليلاً , فالكمال لله وحده !
دمت بود
|
|
|