ظهرت مؤخرًا إحصائية تحكي عدد المسافرين إلى تركيا , حيث تجاوزت مليوني مسافر من بلادنا , ناهيك - عزيزي القارئ - عن الجنسيات العربية الأخرى , فقد أشعل مسلسل نور فتيل السفر في أرجل هواته , فلم تغمض لهم عين حتى باتوا ليلتهم الأولى من الإجازة في أحضان تلك الدولة !
لست أدري كيف استطاع كاتب قصة هذا المسلسل أن يُظهر هذا الحب الرومنسي في دراما هذين التركيين ؟ ! فلم يُعرف الأتراك بالرومانسية على مرّ التأريخ , فهم جفاة غلاظ , فلم يشتهروا إلا بشيئين لا ثالث لهما : القوة في الجسم الذي أوصلهم لحذق فنون الحرب والتفنن في الإجرام , وحسن هندسة البناء المعماري الشهير بالأقواس .
الجنس التركي تظهر جلافته وغلظته في لغته , فهي تحمل حروفًا متنافرة في الكلمة الواحدة , حيث يشيع فيها حرف الشين الذي يكثر التصاقه بحرف السين , مما يولّد تنافرًا في النغمة , فلا يكاد المرء يستسيغ تلك اللغة .
قوة أجسامهم وشدة بأسهم كان سببًا في استقطاب أبو جعفر المنصور لهم في عهده , حيث كوّن منهم جيشًا لا يقهر , فكان أن سيطروا على الدولة العباسية , وسملوا أعين بعض الخلفاء , ومنهم من قتلوه بلا رحمة , فكان طبعهم الغليظ يملي عليهم إجرامهم .
من المفارقات العجيبة أن يخرج هذا المسلسل بهذه الرقة والعذوبة , ومن العجب أن يغتر بهم المشاهد العربي الذي لا يعرف طبع هذا الجنس من البشر ! !