|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 98
|
خاص بالشباب ( نماذج رائعة)
الشباب هم عماد الأمم ، وعليهم أو بسببهم تقوم الأمة أو تهبط حرص عليهم النبي صلى الله عليه وسلم واهتم بشأنهم وخصهم بالذكر في أحاديث كثيرة فأوصاهم بحفظ الفروج وصيانتها عما حرم الله تعالى فقال : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغص للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه لهوجاء " أخرجه الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وجاء الأمر بذلك لأن في الزواج عفه للطرفين وفيه الاستغناء بالحلال عن الحرام وتكثير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ،ومن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لشباب أمته حثه لهم على النشأة في طاعة الله ، ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ومن ضمن أولئك " شاب نشأ في طاعة الله " ,
ومن حرصه صلى الله عليه وسلم على شباب أمته أنه حذرهم من التفريط في ذلك العمر لأنه زمن القوة والاكتمال ، أخرج الإمام الحاكم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اغتنم خمساً قبل خمس – وذكر منها وشبابك هبل هرمك " فعد صلى الله عليه وسلم زمن الشباب غنيمة وحث على تداركها قبل فواته ، ذلك لأن تلك المرحلة يستطيع العبد أن يحصل فيها ما يعجز عنه بعد فواتها ، ومن حرص الشارع الحكيم على تلك المرحلة أنه بين أن العبد مسؤول عنها بعينها لعظم شأنها . عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟ إلى آخر الحديث " أخرجه الترمذي . ولما كانت مرحلة الشباب أخصب مراحل العمل ومنها يني المرء شخصيته ويشق طريقه في معترك الحياة ، كان لزاماً على الشباب أن يتفطنوا لهذا الأمر لأنه مفترق طريق في حياتهم ، والمتأمل في مجتمع شباب الصحابة رضي الله تعالى عنهم يعجب عن صادق عزمهم وعلو همتهم ، فلقد كان الواحد لا يدخر وسعاً في تقديم النفع للإسلام على حسب طاقته وقدرته . فمعاذ وابن مسعود وسالم رضي الله عنهم كانوا مدارس لاقراء القرآن وتعليمه وزيد بن ثابت كان من كتاب الوحي وممن يجيد فهم لغة اليهود فكان ترجماناً لها ، وعمرو بن سلمة على صر سنه كان إذا حضرت الصلاة يُؤم ولا يأم لضبطه وحفظه كثيراً من آي القرآن الكريم . وتميز عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما بشدة عنايته بكتابة السنة وتحريرها . ومالك بن الحويرث رضي الله تعالى عنه يقول : أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون ،إلى أن قال :فقال صلى الله عليه وسلم : " ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم … "جاءوا فتعلموا ثم عملوا وعلموا فكانوا رسائل تعليم إلى أقوامهم . وأما في مجال الجهاد والقتال فشجاعة ورباطة جأش لا مثيل لها فقد طوعوا أموراً تسبق أعمارهم بمراحل كثيرة ، ولكن : وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى، فقلت : مالك يا أخي ؟ قال : إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني وأنا أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة . قال : فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره فرده ، فبكى فأجازه ، فكان سعد يقول : فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل وهو ابن ست عشرة سنة . ولم يقف الحد عند مشاركتهم في الغزو فحسب ، بل صار الأمر بهم أن يكونوا رؤساء في البعوث والسرايا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فكان عكاشة بن محصن أميراً على أربعين رجلاً في سرية إلى المر وزيد بن حارثة أميراً على سرية الحموم ، وعمرو بن العاص أميراً على ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار في غزوة ذات السلاسل ، وأما أسامة بن زيد فكان من القادة الأفذاذ فعلى صغر سنه إلا أنه تولى قيادة جيش فيه من يفوقه علماً وعمراً . شاهد المقال : أن أولئك كانوا صغار الأعمار كبار الأقدار علم الله صدق إيمانهم وإخلاصهم فرفع شأنهم وأعلى مكانتهم فكانوا مثلاً عليا يحتذي بهم المسلمون عامة وناشئتهم خاصة ،رضي الله عنهم . لئن كان زمن الصحابة قد تميز عن غيره بسابق الفضل لوجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم ، إلا أن الخير باق في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة . ولقد حفظت لنا كتب التاريخ بنماذج الصحابة رضي الله تعالى عنهم في علو الهمة وعزة النفس فهذا عقبة بن نافع أحد قادة بني أمية يقف رحمه الله تعالى في أقصى المغرب بعد أن خاض بجواده بحر الظلمات المسمى بالمحيط الأطلسي ، يقف قائلاً : اللهم رب محمد لولا هذا البحر فتحت الدنيا في سبيل إعلاء كلمتك ، اللهم فاشهد " . وهذا قتيبة الباهلي الذي توغل في آخر المشرق وأبى إلا أن يدخل بلاد الصين ، فقال له أحد أتباعه محذراً مشفقاً ، لقد أوغلت في بلاد الترك يا قتيبة والحوادث بين أجنحة الدهر تقبل وتدبر ن فأجابه قتيبة بقوله الخالد : بثقتي بنصر الله توغلت وإذا انقضت المدة لم تنفع العدة " . فلما رأى ذلك المحذر عزمه وتصميمه على المضي قال له : اسلك سبيلك يا قتيبة فهذا عزم لا يفله إلا الله . تلك النماذج التي صنعت على العلم والإيمان ، فكانوا قدوات في أقوالهم و قدوات في أفعالهم وعباداتهم . كانت هممهم تعلو الجبال ،صدقوا الله فصدقهم ، فعلى المصلحين أن يتعاهدوا الناشئة بالمنهج العلمي المستمد من الهدى النبوي علماً وعملاً ،عليهم أن يرسخوا تلك النماذج في نفوس طلابهم وناشئتهم ، فذلك من أسباب عزة الأمة وصلاحها . كما أن على الناشئة أن يبذلوا جهدهم في إصلاح أنفسهم ومحاسبتها ، كما أن من الأسباب أن تتصور الأخطار المحدقة بالإسلام وأهله ثم يكون الإصلاح أو محاولة الإصلاح على حسب ضوابط العلم الشرعي وآدابه ومن الأسباب في نفع الأمة أيضاً : أن يحذر المصلحون من اليأس والقنوط وكذا السرع في قطف الثمار قبل أوانها . على المرء أن يسعى إلى الخير جهده وليس عليه أن تتم المقاصد وإن من أعظم الأسباب الرئيسة في صلاح الناشئة ونفعهم لمجتمعهم وأمتهم أن يلتفوا حول علماء الأمة الراسخين يلتفون حولهم تزوداً واستشارة ومجالسة فإلى العلماء يردون وعنهم يصدرون . وكيف لا يكون ذلك وقد تعبدنا الله تعالى بسؤالهم عما أشكل علينا { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } فالقرب من العلماء وسؤالهم عما أشكل وتعسر من أعظم الأسباب في اجتناب الأخطاء أو تقليصها ،فالقرب من العلماء غنيمة والبعد عنهم مصيبة . دمتم بخير : محبكم أبو عزام 21/1/1430 |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|