.
.
مَا أجمَلَنَا مِنْ مُسلِمون ؟!!حَيَاتُنَا بِشَريعَةِ الرَّحمنِ مُقَيَّدَة ، وَعلى هَديْ النَّبي الإمَامِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ سَائِرَة ، وَأفوَاهُنَا مِنْ فُحشِ الكَلامِ وَ بُذْءهـِ طَاهِرَة ، حَيَاةٌ يُعَطِّرُ صَبَاحَهَا تَكبيرٌ وَتسبيحٌ للهِ سُبحَانه ، وَ يَنثُر عَبيرَ مَسَائِهَا اسْتِغْفَارٌ وَخلواتٌ لِمَنْ خَلَقَ الإنسَانَ وأوجَدَهـْ .
مَا أجمَلَنَا مِنْ مُسْلِمونْ ، نَحمِلُ هَويَّةً سَمَاويَّة ، وَرِسَالَةً حَمَلهَا خَيرُ البَريَّة ، أُمَّةً تَسيرُ في مَركَبِ القُرَآن وَالسُّنَة ، كَمْن مَرَّةٍ قَابلنَا بِهَا أقوامَاً آخرينْ ، ابتِسَامَاتٌ في وُجُوهِهْم ، وَ بُؤسُ حَيَاتٍ في قُلوبِهمْ ، عِطرَاً طيِّبَاً عَلى ظَاهِرِهم ، وَبَاطِنِهمْ يَشكواَ الضِّيقَ مِنْهم .
إنَّ مَنْ يَعيشَ عَلى نِعمَةِ الإسلاَمِ لَيرَى جَنَّةً تُعَشِّشُ قَلبَهُ ، وَابتِسَامَةً تُزَحْزِحُ هَمَّه ، ونورَاً يَجْلوا ظُلمَةَ دَربِهِ ، فبِالإسَلامِ حَيَةِ الأمَّةِ ، وَأُغمِدَتْ الجَاهِليَّةُ ، ونُبِذَتْ العَصَبيَّة ، وَأُعْطيَ المُسلمونَ لِبَعْضِهم حَقُّ الأخوَّةْ .
إنَّنَا مُسلمونَ نَعيشُ في حَيَاةٍ رَسمَتْهَا الشَّريعَة ، بُنيَتْ عَلى لَبِنَةٍ مِنْ حَديثٍ وآيَة ، حَيَاةً بَعيدَةً عن أَهْلَ الأهوَاءِ والشَّهواتِ وَمَنْ تَقودُهم نُفوسُهم ، فَنِعَمَ الحَيَاةِ التي تَعيشُ على تَكَافُلٍ اجتِمَاعيُّ يَشُدُّ بَعْضه بَعضَاً ، وَيُحبُّ فيه الَمرءُ لأخيِهِ مَا يُحبهُ لِنَفسِهِ ، فَتَهَادوا تَحَابوا ، وَ خَيْرُكم خَيرُكم لأهلِهِ ، كَفِيلَةٌ بِأنْ تَجَعَلَ الأمَّةَ الإسلاميَّةَ أُمَّةً مُبَارَكَةً تَسيرُ في مَركَبٍ وَاحِدٍ ، يَحزنُ المُؤمِنُ لِحُزنِ أخيهِ وَيفرَحُ لِفرَحِهِ ، وَهَذا مَا يُجمِّلُ المُسلمونَ وَيفرقهم عَنْ غَيرِهِم .
لَكَمْ نَحزَنُ حِينَمَا نُقَابِلُ وُجوهَاً تُحَاوِلُ أنْ تُجَمِّلَ ظَاهِرِهَا بِما لَيسِ بِهَا ، وَتَضْحَكُ مِنْ شَيءٍ لا يُضحِكهَا ، فَقَطْ عَلَّهَا تَنْسَى أو تَتَنَاسَى مِمَّا بِهَا ، فَمَنْ يُعرِضْ عَنْ ذِكرِ اللهِ لَهُ مَعيشَةً ضنكا ، وَمَنْ بَحثَ عَنْ غَيرِ رِضَاهُ سَيَظِلُ وَيَعمَىَ ، عُقولٌ بِلا تَفكيِر ، وَأجسَادٌ فَارِغةَ ، لا دِينَ يَسيرونَ عَليهِ وَيُنجيهم مِمَّا هُم بِهِ ، وَلا فَضيِلَة تَحفَظُ لَهُم كَرَامَة ، نَمُدُّ إليْهِم صَبَاح َمَسَاءَ أيدِينَا وَألسِنَتَنَا وَقُلوبَنَا ، عَلَّ الله أنْ يَهديَهم وَتلينَ قُلوبَهمْ ، ويَعرفوا الحَقَّ الذيْ جَاءَ بِهِ نَبيُّنَا ، يُحزِنُنَا جَهلُهم وَ بُؤسِ حَيَاتهمْ ، فإنَّ الله يَدعوا إلى الجَنَّةَ والشَّيطَانَ يدعوا إلى النَّار ، ومَا على الرسولِ إلا البلاغ .
إنَّ الديَنَ يُريدُ مِنَّا كَمَا أعطَانَا ، وَكُلُّ مَا يُريدُه هو تطبيقُ أوامِرِهِ وألإبتِعَاد عن نَواهِيهِ ، وإيصَال رِسَالَته لِكُلِّ جَاهِلٍ بِهَا ، فالنبيُّ صَلى الله عَليهِ وَسَلَّمَ قَال : [ بَلِّغوا عَنيْ ولو آيَة ] وإنَّا بإيمَانِنَا بِالإسلامِ يَعنيْ أنَّنَا نُمَثِّلُه في جَميعِ شُؤونِ حَيَاتِنَا ، إذ يَجبُ علينَا أنْ نُمثله أحْسَنَ تَمثيل ، وللِه حَمدَاً كَثيرَاً طَيِّبَاً مُبَارَكَاً فيهِ كَمَا يُحبُّ ربنا وَيرَضَى على نِعمَةَ الإسلامِ والإيمَانْ ، ونِعمَةِ السَّيرِ عَلى خُطى الحَبيبِ النَّبيِ الإمَامِ ، نُوراً يجلو الظَّلاَمْ ، وَهِدَايَةً تَمْحوا الظَّلالْ ، فَ ثَبِّتْ قُلوبَنَا على دِينِكَ يا مُقَلِّبَ القُلوبِ والأبصَارِ .
{ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ }
أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان
عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ
.
.