|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عضو متميّز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: - بين نجران وبريدة -
المشاركات: 182
|
..-| أَبـرِيَــــاءُ فِـــي سُـجُــونِ الــحَــيَــاة.! |-..
أذكر في ليلة الخميس الموافـق للتأريـخ : ٩ / ١٢ / ١٤٣٠هـ ، وتحديـدا عند الساعـة الواحـدة والنصف بعـد منتصف الليل ، إتصل شـاب في العشرينيات من عمره، يطلبني في لقائه للأهمية ، فاستجبت لطلبه رغبة في معرفـة مالديه ، وعندما كان اللقـاء شـرَّق بي وغـرَّب عددٌ من الأسئلة في ذاكرتي أثناء هجيع الليل وهدوء السحر، لا أعرف لها خِطام ولا زمِام إلاَّ الإنصـات ، حاولت التدرج في إستنطاق الشـاب ، مـرة بعد أخـرى ليبوح بسره المكتوم ، والحمد لله إنطلقت الحروف من فمه على إستحياء ثم توالت الكلمات تجـرُّ بعضها بعضاً في سلسلة جديـدة من معاناة الشباب ، وبعد قليل أطلق الشـاب - البرئ في سجن الحياة - ماكنت أخشاه تصريحا دون تلميح بقوله : { لقد أصبحت من ضحايـا المخدرات } قالها بامتعاض ، وكأني أرى هذه الحروف أشبه ماتكون بلقمة صعبة المضغ ، يلوكها ولا يكاد يستسيغها ، وبدأ في الحديث معي - بعد أن أذن لي في نشر قصته دون إسمه - عن تلك السنوات العِجاف من حياته في المخدرات ، والتي كانت ثمنا خاطئا لسياسة حل مشكلته الطارئة عليه في يوم من الأيام ولم يجد إلاّ صديقه الخاص – وللأسف – يعرض مشكلته عليه للبحث عن أنصاف الحلول وبعد معاناة من عسف الأفكار حيال الحل الأمثل مع بعضهم البعض ، وقد قذف نفسه - من حيث لا يشعر - بين أحضان صاحبه الذي أجهز عليه في محرقة هائلة من أنواع وأصناف المخدرات كنصيحة أخوية من صاحبه، فلاخيار له عندئذ سوى الإستسلام ظنا منه أنّ صاحبه يعرف قدر الصداقة بينهما وبالتالي لا يمكن أن يهوي به في مسالك الردى ولكن الغطاء اصبح ظاهرا وواضحا للعيان . وقد آثرت في نشر معـالم هذه القصة لئلاَّ يقع أحد أبنائنا ، أو إخواننا ، أو طلابنا - لا سمح الله - في شَرَك هذه المحرمات ، فيدخل هذا السجن من أوسع أبوابه . وفي إطلالة سريعة ، ومن واقـع تجربتي الشخصية مع طلاب المدارس ، وحلق القرآن ، وغيرهم مـمَّن ألتقي بهم بين الفينة والأخرى . شبابنا ليس بالضرورة أن يقعوا في هذه المحرمات من باب التجربة - وإن كان موجودا - ، بقدر ما يكون من هروب أكثرهم من واقعهم الشخصي ، أو أسرهم المبعثر شملها بطريقة أو بأخرى ، مـمَّا يجعلني أهمس للوالدين والغيورين على شبابنا هذه الحقيقة ؛ ألاَّ ندع فجوة كبيرة كانت أم صغيرة بيننا وبينهم بحجة الحفاظ على قوة الشخصية ، فهذه والحالة تلك إشارة - في الإذن الصريح - لأولئك القُطَّاع كما حصل لهذا الشاب ، بأن يقتحموا الحصون ، ومن ثـمَّ ينتشلوا فلذات أكبادنا من بين أيدينا ونحن نراهم ، فلا نحرك ساكنا في حفظ الأمانة . تربية الشباب تقوم في حقيقتها على التوجيه والبيان من - المربين الصادقين - الذين سبق لهم أن تخرجوا لهذه الحياة وعرفوا أغوارها من لدن العلماء الربانيين ، والمربين الصادقين ، أما من يبحث عن أتباع وراءه ، ليتغزَّل أمام الناس بأنه قائدٌ لعدد من أبناء المسلمين ، وواقعه ينبئك عن فقره – من الأساس - لتربيته السلوكية أو الأخلاقية – مثلاً - ؛ فهذا أمرٌ خطير جد خطير على سلوك من معه ، والواقع شاهد ببعض العينات من ضحايا الإهمال . فألله الله في إختيار الأجدر - وهم كثر والحمد لله - لتربية أبنائنا وشبابنا إن لم نستطع التربية والتوجيه بأنفسنا ، فالسفينة تحتاج من يقودها إلى برّ الأمان قبل الغرق ، لنجاة نفس واحدة - على الأقل - فمن أحيا نفسا واحدة ؛ فكأنما أحيا الناس جميعا . فتنبهوا يامعشر القراء الأعزاء - وأنا أولكم - ؛ من أنَّ نتعالج بالسمّ ، أو نتبرد بالنار ، فهذه حروف ولا أدعي عصمتها ، أخرجتها أبتغي بها الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلاَّ بالله ، وما أرجوه من القراء – الأعزاء – وهم كذلك ، أن يرتقوا بتحصين أبنائهم وإخوانهم وطلاّبهم عاطفيا وفكريا ؛ منهجيا وتربويا ، سلوكا وتعاملا ، فهذا الموضوع جديرٌ بالإهتمام دوما طالما فينا جِفنٌ يرمش ؛ وبؤبؤ يتحرك . وهنا أزف بشــارة : اتصل ذلك الشاب وأخبرني – والحمد لله – بتركه للمخدرات وقد طلّقها طلاقا بائنا لا رجعة فيه – بإذن الله -، فأشركوه وأبناء المسلمين في الدعاء - كرما – بالثبات وأن يحفظهم الله لأهليهم ، لتنالوا وذريتكم وإخوانكم ؛ دعوة الملك المقرب { ولك بمثل } ، فالجزاء من جنس العمل . وكتبه : علي بن مسفر لسلوم اليـامي ؛ أبو ســارة . مدينة نجـــران - حي الأميــر مشعل يوم الجمعة المبارك : 2 / 11 / 1432هـ |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|