|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2011
البلد: في حي ( الساحة المفتوحة ) من مدينة ( بريدة ستي )
المشاركات: 2,272
|
■■ العلّامة والعلَامة ■■
العلّامة والعلَامة أيها الأحبة: من فضل الله تعالى علينا وعلى الناس أن جعل هذه الدنيا فيها من البلايا والممحصات سواء كانت سراء أو ضراء ، مايظهر فيها المَعْدن الحقيقي للإنسان ولكي يدركوا الناس من هو أحق بالإقتداء والقُدوة ، فياشرف العلم [1] وما أزكاه يبصّر صاحبه التمييز العزيز ويعبد الله على بصيرة من أمره ولو لم يكن للعلم إلا هذه المنزلة لكفى بها شرفاً وعلواً ، وإن كان ثمة تنبيه في هذا المقام ؛ ينبغي على المرء أن يدرك أن الإعلام وبهرجته لرفع أناس ووضع آخرين هو ديدنه في الغالب ، فطارت الألقاب يمنة ويسرة بلاتبصير ولاتقييد ، فأصبح الناس وكأنهم لم يتعلموا مواضع التشكيل على الحروف ! فتخبطوا مابين المّشدد والمفتوح ! فكم من حَرَكَة فيها من التغيير مافيها البَرَكَة ! ففرقٌ كبير بين العلّامةُ والعلَامة ؟ فالأول : ما شَهِدَ جمعٌ غفير من أهل العلم على كونه ملمٌ بالشريعة وعلومها ومقاصدها [2] ، والثاني : ماجَعَله الإعلام عَلَامةٌ واضحة أي معروف وإن أتقن فناً أو يزيد من علوم الآلة ! وبعضاً من علوم الشريعة ! وهل أتاكم خبر العِبْرية وهي تصفُ ذاك الرجل المخلِّط في مسألة الاختلاط بأنه عالمُ دين ! بيْدَ أن تنبيه مهم أختتم به : وهو كون العلّامة ليس شرطاً أن لايكون علَامة ، بل كثيراً منهم أصبحوا علامات في جبين الدهر السالف ، وكذلك قد يكون المرء علّامة وعلَامة بيْدَ من هو أعلم منه وأفقه يكون علّامة فقط لحكمة يعلمها الله وحده ، فأقربُ مثال يحضرني الأن هو الإمام الليثُ بن سعد في مصر ، فقد اشتهر بين أهل العلم أن الليث أفقه من مالك قال الشافعي -رحمه الله- " الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به"، يعني أنهم لم يحفظوا فقهه، ولم ينشروه، وقال فيه أيضا: "الليث أتبع للأثر من مالك" ، بل إن الشافعي تأثر بأقواله وبيئته المصرية فأصبح له مذهباً وقولاً جديداً ، فتأمل كيف شهرة الإمام مالك فكان علّامة وعلَامة ، أما الإمام الليث فكان علّامة فقط لجهل الكثير به ولا يضيره ولا يضرّه – رحمة الله على الجميع - ، بل لو اشتهر قوله وعلمه لأصبح له مذهباً مُتّبعاً يُؤخذ به ، فتأمل الفروق والأمثلة في هذا الباب كثيرة ، والمحزن أن هذا الإعلام أخرج لنا جيل بدأ يقّدس أُناس سيرتهم بالعلم والعمل قليلة ومواطن زللهم كثيرة ، فجيلنا أصبح وأمسى آخذاً بالظواهر من غير سبر ومعرفة ! وكيف كان الإنسان وكيف كانت أموره في العلم ومعرفته بالمقاصد الشرعية والعلل المرعية ، فكم من علَامة ظنه الناس علّامة ! وماهو إلا كالكُوزِ مُجَخِّيًا قد اتّبع هواه في كثير من فتاواه ! واللهُ المستعان . واللهُ أعلم أخوكم غربة غريب 3 - 3 - 1433 هـ ![]() ـــــــــــــــــــــــــــــ [1] إذا جاء " العلم " بصيغة المعرفة " أل " فإنه لايُراد بذلك إلا العلم الشرعي . [2] وقد سمعتُ الشيخ الفقيه / محمد بن محمد المختار الشنقيطي يقول ( واللهِ ما أفتيتُ حتى شهد لي سبعون أني أهلٌ لذلك ) ! .
__________________
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|