[سُمية]

عقل ، وردة فعل !




وهبنا الله عقول جبّارة تعيّ الإمكانات ومعالجة المعلومات والتنظيم والتخطيط ولكنها تغلو كثيراً في إصدار الظنون في الشؤون الإنسانية ، فتشكل لنا رؤية اُخذت من فكرة إلى فكرة وملاحظة مع ملاحظة و مقولة مع مقولات تكاد أن تخرق غشاء أخلاقنا وثقافتنا مع الآخرين ولا ضيّر إن استوحشنا من ذلك ؛ فالمحيط الذي حولنا نزل بساحة العقل إلى الشك والحذر حتى أصبحنا أسرى لمحكمة عقولنا و مكبّلين بأغلال من الظنون السيئة ، وعلى ذلك ما يجري في الساحة اللإكترونية في التعامل مع الجنسين وكيف يكون بين كل طرف حسن نية وسوء نية ، يجعلنا نحتاج إلى الكثير من الحكمة واللطف والحذر وشيء من الأثم يحاك في الصدر ، وبقدر ما نكون نحفظ مسافات انعطافاتنا ذات اليمين وذات الشمال حتى تجري الأمور على ما يرام ... لا تتعجبوا إن قلّت للأنثى ( عاطفتك في الشبكة العنكبوتية لا بد لها منّ ميزان عادل .. إنّ تجاوزتِ بها عن حدودها عُدّتِ مُتعدية ومُتعرّضة للسخرية ، وإنّ قَصرت عن حُدودها عُدّتِ مُقصرة ومثيرة للشفقة وإن عَدِلتِ بها عُدتِ مثالاً للعفة والفضيلة ) وإن قلت ( إن ردة الفعل المتأنية حين تضعيها في نصاب ردودك يكون لها ( هيبة ) حتى وإن كرهتها نفسك ، أو رفضها عقلك ، إلا أنه قرار يحتاج منكِ إلى وقفة وتأمل .. لأنني أخشى من ردة فعل تحكمها العاطفة في أغلب الأحيان فتحرفها عن الحكمة ) فكل هذه الأحكام وتوارد الأفكار التي تُمليها علينا عقولنا ونقولها لكِ أجدها كـ " تسعيرة " يراها الآخرون علينا ؛ فيعرفوا قيمتنا ! و من الله تعالى الحول ، والطّول ، والحفظ ، والصون .. !

*

سُمية / فجر الجمعة 15- صفر - 1434هـ