بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » يوسف اباالخيل يكتب في جريدة الرياض اليوم عن السلم في العلاقات الدولية الإسلامية

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 10-01-2004, 01:57 PM   #1
ابن عساكر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 47
يوسف اباالخيل يكتب في جريدة الرياض اليوم عن السلم في العلاقات الدولية الإسلامية

منتدى الكتّاب> مقالات عامة > يوسف أبا الخيل

العلاقات الدولية في الإسلام مبنية على السلـم ( 2- 2)

التاريخ: السبت 2004/01/10 م


في الجزء الأول من هذه المقالة استعرضنا باستخدام الدلالة النصية القرآنية كيف أن العلاقات الدولية في الإسلام مبناها السلم والموادعة والكف والمشاركة في البناء الحضاري العالمي وأن العلاقة الحربية تنصرف وفق ذات الأدلة إلى ذلك المعتدي على حرمات المسلمين والذي لا يرقب فيهم إلا ولاذمة ولا عهداً ولا ميثاقاً، أما مجرد الكفر مع لزوم المسالمة والقسط فلا يمكن وفقاً للدال النصي الممهور بمقاصدية الإسلام الكبرى دخوله في هذه العلاقة باعتبارها خطاً دفاعياً إسلامياً ضد الغزاة والطامعين والمعتدين، وفي هذا الاتجاه جاءت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم القولية والعملية موافقة لما أصّله القرآن الكريم بتأسيس تلك العلاقة وفق مرامي الإسلام ومعانيه العظام وعلى هدى من قيدية كرامة الإنسان وحمله في البر والبحر بلا حواجز من دين أو لغة أو عرق وغيرها من مهبطات الإقلاع الحضاري التي جاء بها الإسلام من خلال استخلاف الله لهذا الإنسان لعمارة الأرض والنهوض بها ولا يمكن وفقاً لمنطق التاريخ أن تتحق ثمرات هذا الاستخلاف وسط علاقة حربية دائمة. ففي الحديث الذي رواه أبو داوود في سننه برقم (2669) من رواية رباح بن ربيع قال (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فرأى الناس مجتمعين على شيء فبعث رجلاً فقال انظر على ما اجتمع هؤلاء فجاء فقال: على امرأة قتيل فقال (ما كانت هذه لتقاتل) قال: وكان على المقدمة خالد بن الوليد فبعث رجلاً فقال قل لخالد لا تقتلن امرأة ولا عسيفاً)، ولو كان مجرد الكفر مجيزاً للاعتداء أو القتل لما استنكر النبي صلى الله عليه وسلم قتل هذه المرأة الكافرة رغم أنها كانت في أرض المعركة وواقع الحال ربما أحال مشهدها الى قصدية مساعدة قومها في أرض المعركة، ولذا فقد استدل الإمام ابن تيمية بذلك على أن القتال في الإسلام موجه لأولئك الذين يقاتلون المسلمين فقط لا على أنه بسبب كفرهم فقط وقد أصل لذلك الأمر مدعوماً بالأدلة من القرآن والسنة بالفتاوى (195/28) وأيد ذلك الدكتور أحمد موافي في كتابه (تيسير الفقه) والذي جمع فيه اختيارات ابن تيمية الفقهية إذ قال بعد أن استعرض آراء ومواقف الأئمة في هذا المجال (أعني بها قصر المقاتلة على المعتدي فقط وليس الكافر بإطلاق) (وإذا علم هذا فإنه يظهر منه صواب ما قال به ابن تيمية مما وافق فيه الجمهور والله أعلم).
هذه العلاقة السلمية التي أصلها الشرع لا تقتصر فقط على الموادعة وكف الأذى بل تتعداها إلى البر والصلة والإحسان مأخوذ من قوله تعالى {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} والقسط بمعنى العدل هو عمل العقل الذي لا يستكن للعواطف أما البر فهو عمل القلب المختزل للعواطف والانفعالات الإيجابية ولا يمكن إسداء عمل قلبي بدون عاطفة لمن أسدي إليه ذلك. من أجل مهمات الجهاد في الإسلام أيضاً تأمين الحرية الدينية للناس ليدينوا ربهم بما يختارون انطلاقاً من عدم الإكراه بالدين، وفي ذلك يقول الله تعالى {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} الآيات 39و 40من سورة الحج. في هذه الآيات تشريع حاسم بأن الجهاد إنما شرع لدفع الظلم والاعتداء بدلالة أنه أذن فيه للذين يقاتلون ظلماً كما شرع أيضاً لمبدأ عظيم آخر وهو تأمين الحرية الدينية للجميع ليمارسوا شعائرهم بلا اضطهاد أو قسر على معتقد بعينه ويتضح ذلك جلياً بقوله تعالى {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد} أي لولا ما شرعه اله تعالى من القتال لدفع الظلم والباطل لهدم الحق في كل أمة ولخربت الأرض وهدمت أماكن العبادة فيها من (صوامع) وهي أمكنة عبادة القديسين والرهبان من النصارى و(بيع) وهي الكنائس و(صلوات) وهي أماكن عبادة اليهود و(مساجد) وهي أماكن عبادة المسلمين.
وهكذا يتضح جلياً بأن حماية أماكن العبادة للديانات الأخرى من صميم مهمات الجهاد في الإسلام على العكس تماماً مما تفهمه التيارات التكفيرية المعاصرة بأن القضاء على أماكن العبادة للديانات الأخرى هذه مما يأمر به الإسلام.
ابن عساكر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)