[الزنقب]

ينبغي على العالم أن يكون أسوه في مأكله ومشربه وملبسه وعلاقاته

فأول مهمه لمن يريد ان يوجه الناس ويرشدهم ان يكون قدوه في سلوكه

ولا يكن طيبيب يدوى الناس وهو عليل ..


وكون العالم والداعيه يكون أول المبادرين الى التهالك في الدنيا والتوسع

في المطاعم والمساكن والمشارب والسفريات ..



ويظهر في وسائل الاعلام وقد سرح شعره ولبس التكميله .. أو يظهر وهو

في منتجعات اورباء وتركيا .. او يظهر بيته الواسع المزين بفاخر الاثاث

ويظهر بذخه وموارده الماليه .. ومشاركته لكبار المترفين في التجاره والكسب

ويعرف بالغني الفاحش الطاغي ..




حتى ان الانسان اصبح لا يفرق بينه وبين الممثل والتاجر

والمغني والمشهور ولاعب الكره .. من حيث سلوكه الاستهلاكي .. وأقباله على المظاهر الخادعه

وتهالكه خلف الاموال والنساء والمساكن والمطاعم والسيارات الفارهه والسفريات الى اقاصي البلدان ..


والمصيبه ان بعضهم حصل له مشاكل في تجارته .. ومشاكل في شهادته في التزوير

ومشاكل في زواجه .. وصارت امامه الف علامة استفهام في امواله وتجارته ..






اقول هذه مصيبه تمنع ما يسميه العلماء (( هيبة العلم )) او (( وقار العلماء ))

ووقار العلم ان يكون سلوك العالم والداعيه سلوك سامي خلقى رفيع نموذجي

لانه يدعو الناس الى الله .. والناس تحترمه من اجل انتسابه الى الشريعه

لا من اجل شكله او لقبه او نسبه وحسبه


فكيف يأكل بالشريعه ويكسب بها احترام الخاصه والعامه ..

وهو بعيد كل البعيد من اخلاقها وادابها التى تحض على الزهد في الدنيا

والتقلل منها والاقبال على الاخره




هكذا عاش النبي واصحابه والسلف الصالح ..

وهذه سيرهم موجوده في اضابير الكتب .. وهو الحجه في مطالبتنا

ان يكون المنتسب الى حياض الشريعه قمة في التوضع والزهد والاقبال على الاخره




نريد من يرفض الدنيا حين تقبل اليه .. كما رفضها الامام احمد حين اقبلت اليه

في خلاقة المتوكل الذي نصر السنه .. وكما رفضها عمر بن عبدالعزيز في خلافته

وكما رفضها عمر وعلى الذي قال (( يا دنيا غرى غيري ))




والاصل في العالم والداعيه ان يتأسي بالنبي عليه السلام والصحابه وكبار العلماء

السابقين من امثال مالك واحمد وابي حنيفه والشافعي وسفيان الثوري ونحوهم



وأنك تجد اليوم من بعض من ينتسب الى العلم والدعوه التسارع في المناصب

والمسميات والشهادات والتهالك في الدنيا والجرى خلف الدينار والدرهم بصورة

محمومه ويخلقون تبريرات عديده لهذا التهالك تعرف لها أول ولا تعرف لها اخر



ووقار العلم ان يكون سلوك العالم مشابه ومقارب لحال النبي واصحابه

وحال الرسول واصحابه هي ترك التوسع في المأكل والمشارب والمطاعم والمساكن

والتخفف من الدنيا وعدم الركون اليها والانهماك فيها



وقد ذكر بعض الباحثين أن ظهور الزهاد المتصوفه في العالم الاسلامي سببه

توسع الناس في الدنيا .. مما جعل بعض الناس يتجه الى التزهد والتقشف والاكتفاء

بالبلغه وعدم التوسع في الحياة ..



ولعنا نعيش في هذه الاعصار حركة زهاد تلوح بالافق .. بسبب ان العامه والخاصه

انهمكوا في النعيم والتوسع في الطيبات .. حتى اصبحت لا تفرق بين كبار المترفين

وبين بعض من ينتسب الى العلم والدعوه


شاهد المقال

نحن اليوم بأشد الحاجه الى رؤيه عالم يترك التوسع في الحياة ويكتفى بالبلغه

ويكون نموذج للزهد والاقبال على الاخره .. يذكرنا برسول الله الذي توفي ودرعه

مرهونه عند يهودي .. وبعمر الذي كان يلبس المرقع ويأكل الخشن

ويقول (( اخشوشنو فإن النعم لا تدوم ))