[KAWAJ]

بـ هندسة القيمة نزيد عدد المشاريع

تحدث القرآن الكريم عن التوازن بين الصرف والفائدة المرجوة منذ فجر الإسلام قال الله تعالى ((والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)) هذا الايه الكريمة تدعو لحسن الأنفاق بالقدر الذي تدعو إليه الحاجة وهذا هو مبدأ الهندسة القيميه الذي لم يبدأ تطبيقه إلا بالنصف الثاني من القرن العشرين عندما تم تأسيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمة في العام 1958م (SAVE) وتعرف هندسة القيمة اليوم تنفيذ المشروع بأقل تكلف ممكنة مع المحافظة على مستوى الأداء الوظيفي للمشروع دون إفراط في التكلفة أو تفريط بالجودة لقد انفقت الكثير من الأموال في تنفيذ المشروعات وكان بألامكان تنفيذ هذه المشروعات لتؤدي نفس الوظيفة بمبالغ اقل .

الهندسة القيمية (Value Engineering) هي عمل جماعي منظم ذو منهجية علمية، يقوم به فريق متخصص، يهدف إلى تحليل وظائف العنصر ومكوناته وتكاليفه، ثم طرح البدائل التي تكفل تحقيق تلك الوظائف بأقل تكلفة إجمالية التكاليف الإجمالية هي تكاليف فترة العمر الافتراضي وهي التكلفة الأولية مضافاً إليها جميع التكاليف اللاحقة مثل (التشغيل والصيانة وغيرها). وبمعنى آخر هي تحديد العوامل آلتي أدت إلى تكاليف لاعلاقه لها بالوظائف الاساسيه للمشروع ويتميز هذا الأسلوب عن غيره بأنه وسيلة فاعلة تعتمد على الحلول الإبداعية في حل المشكلات دون التأثير على الجودة أو الأداء.
هندسة القيمة في وقتنا الحالي أصبحت من الأمور الضرورية لضمان التوزيع العادل للموارد دون بذخ أو إسراف..

فهندسة القيمة هي هندسة وظيفية أي إعادة دراسة أداء وظيفة المنشأة وأداء دورها بشكل افضل أو بأقل تكلفة.. ولا يشترط في هذه الدراسة أن تكون دراسة الهندسة القيمة ذات هدف واحد وهو تخفيض التكلفة.. كما قد يتبادر إلى أذهان الكثيرين وهو أنها لتخفيض التكاليف فقط أو للعمل في حدود ميزانية محددة.. وان الهدف منها إلغاء أجزاء من المشروع لعدم تغطية الميزانية.. وإنما هدفها هو التقليل من الإسراف والتبذير بشكل مبسط.. الهندسة القيمية ذات معان سامية جداً وهي تعويد الناس على عدم الإسراف والإنفاق قدر الحاجة فقط بل انه على المستوى الشخصي لكل شخص فهناك هدر لا طائل من ورائه في بناء المنازل فعندما يسند تصميم المبنى إلى مهندس غير دقيق أو غير مبالي أو إلى غير متخصص فسيزيد من كمية الحديد التي لا تزيد من تحمل المبنى ويزيد في كمية الأسمنت مادام أن ذلك على ظهر المالك الذي يدفع قيمة المواد ويطالب المقاول بالأداء والبناء فقط و لوجدنا مساحات من ألا حواش لا فائدة لها ولا تبنى فيها.. وعدد من الغرف الزائدة آلتي لا تستخدم.. وغير ذلك من النوافذ والأبواب والمفاتيح والمصابيح إلى آخر هذه القائمة.

الهندسة القيمية هي ثورة شاملة للتقليل من الإسراف مادام أن الوظيفة تؤدى على خير ما يرام.. هذا الإسراف يقوم به الناس وهولا يعلم انه أسرف.. ولو فكر وحلل لعرف انه أسرف بل وبالغ في الإسراف.. الإسراف في بناء المنازل وزخرفتها والبحث عن الأغلى من المواد دون النظر إلى الجودة فقط ينظر إلي العادات وتقليد الآخرين ويندفع إلي المزيد والمزيد من الإسراف. الهندسة القيمية.. من هذا المنطلق تنظر إلى الجودة والجودة أولا وأداء الوظيفة على الوجه الأكمل وتوفير الكثير من الأموال التي تذهب هدراً على اقتصادنا الوطني.. ولكن مفهوم هندسة القيمية يمكن تطبيقه حتى في أساليب الصيانة والتشغيل للمشاريع التي تم الانتهاء منها.

لذلك ارى أنه لابد من نشر ثقافة (الهندسة القيمية) على مستوى عالي، فالكثير يعتبر إن الهندسة القيمية هي (للتقشف) أو لإلغاء أجزاء من أحد المشاريع على حساب حجمه. ولكن الحقيقة أنها زيادة في عدد المشاريع و أي مشروع آخر يتم اعتماده من حساب التوفير للمشروع الذي تم التوفير ولقد وجد من الدراسات انه في حالة صرف ريال واحد على دراسات الهندسة القيمة فسينتج لنا عائدا بعشرات الريالات .

يجب إدخال مفهوم هندسة القيمة في العقود المشاريع الحكومية بحيث يكون هذا المفهوم أحد الإجراءات الرسمية للمشاريع الحكومية بحيث تهتم مراجعة أي مشروع حكومي مع وضع حوافز لكل جهة حكومية في إجراء دراسات هندسة القيمة على مشاريعها هي مثل أن يكون نسبة من الوفر تذهب لمشاريع الجهة نفسها ودعم بنودها مثل زيادة عدد الوظائف المعتمدة في ميزانية الجهة واعتقد أن مثل هذا الإجراء سيكون حافزاً قوياً لهذه الجهات لخفض التكاليف المهدرة في مشاريعها واعتقد أن مثل هذا التوفير سيكون داعماً للاقتصاد الوطني بحيث يذهب هذا التوفير إلى مزيد من المشاريع والوظائف وتقليل عدد العاطلين عن العمل.

مهندس /خالد صالح البراك
خبره في هندسة القيمه-ادارةالشاريع-ادارة الجوده الشامله

WWW.KSBARAK.COM