|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: حبيبتي (بريده)
المشاركات: 2,621
|
الصبر خير مطيَّة.....
تعلَّموا العلمَ و الحلمَ و الصبر
قال الأحنف بن قيس : تعلموا العلم و الحلم و الصبر فإني تعلمته . فقيل له : ممَّن ؟ قال : من قيس بن عاصم . قيل : و ما بلغ من حلمه ؟ قال : كُنَّا قعوداً عنده إذ أُتي بابنه مقتولاً و بقاتله مكبولاً ، فما حل حبوته و لا قطع حديثه حتى فرغ . ثم التفت إلى قاتل ابنه فقال : يا ابن أخي ما حملك على ما فعلت . قال : غضبت . قال : أ وَ كلما غضبت أهنت نفسك و عصيت ربك و أقللت عددك ، اذهب فقد أعتقتك . ثم التفت إلى بَنيه فقال : يا بني اعمدوا إلى أخيكم فغسلوه و كفنوه فإذا فرغتم منه فأتوني به لأصلي عليه . فلما دفنوه قال لهم : إن أمه ليست منكم و هو من قوم آخرين فلا أراها ترضى بما صنعتم فاعطوها ديته من مالي . كلام أبي ذر عند موت ابنه ذر روى أنه لما مات ذر بن أبي ذر رحمه الله وقف على قبره أبوه و مسح القبر بيده ثم قال : رحمك الله يا ذر ، و الله إنك كنت لي لبراً ، و لقد قُبضت و إني عنك لراض ، و الله ما بي فقدك ، و ما بي من غضاضة ، و ما لي إلى أحد سوى الله من حاجة ، و لو لا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ، و لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، و الله ما بكيت عليك بل بكيت لك ، فليت شعري ما قلت و ما قيل لك ، اللهم فقد وهبتُه ما افترضتَ عليه من حقي ، فهب له ما افترضت عليه من حقك ، فأنت أحق بالجود و الكرم مني . عندما يسترجعُ الله النعم قَدُمَ على بعض الخلفاء قوم من بني عبس فيهم رجل ضرير أعمى فسأله الخليفة عن عينيه كيف أصيبت ؟ فقال : بِتُّ ليلة في بطن وادٍ و لم يكن في بني عبس من يزيد ماله على مالي ، فطرفنا سيل فذهب بما كان لي من أهل و مال و ولد غير بعير و صبي مولود ، فنفر البعير ، فوضعت الصبي و اتَّبعت البعير ، فلم أجاوز قليلا حتى سمعت صيحة ابني ، فرجعت إليه و رأس الذئب في بطنه و هو يأكله ، و لحقت البعير لأحبسه فبعجني برجله على وجهي فحطمني و ذهب بعيني ، فأصبحت لا مال بي و لا أهل و لا ولد و لا بصر ! الأم الصابرة قال رجلٌ خرجت أنا و صديق لي إلى البادية فضللنا عن الطريق فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق فقصدناها ، فسلمنا فإذا بامرأة ترد علينا السلام . قالت : من أنتم ؟ قلنا : ضالون فآتيناكم فاستأنسنا بكم . فقالت يا هؤلاء انتظروا حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل . يقول الرجل : فانتظرنا ، فألقت لنا مسحا و قالت اجلسوا عليه إلى أن يأتي ابني ، ثم جعلت ترفع طرف الخيمة و تردها إلى أن رفعته مرة فقالت : أسأل الله بركة المُقبل ، أما البعير بعير ابني ، و أما الراكب فليس هو . قال الرجل : فوقف الراكب عليها و قال : يا أم عقيل عظم الله أجرك في عقيل ولدك . فقالت : ويحك ، مات ؟ قال : نعم . قالت : و ما سبب موته ؟ قال : ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر . فقالت : إنزل و اقض زمام القوم . فنزل الرجل فدفعت المرأة إليه كبشا فذبحه و أصلحه و قرَّب إلينا الطعام ، فجعلنا نأكل و نتعجب من صبرها ، فلما فرغنا خرجت إلينا و قالت : يا قوم هل فيكم من يحسن كلام الله شيئا ؟ قلت : نعم . قالت : فاقرأ علي آيات أتعزى بها عن ولدي . فقلت : يقول الله عزَّ و جَلَّ : { وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } . قالت : بالله ، إنها لفي كتاب الله هكذا ؟ قلت : و الله إنها لفي كتاب الله هكذا . فقالت : السلام عليكم ، ثم صفَّت قدميها و صلَّت ركعات ثم قالت : اللهم إني قد فعلت ما أمرتني به فانجز لي ما وعدتني به و لو بقي أحد لأحد ـ قال فقلت لنفسي لبقي ابني لحاجتي إليه ـ فقالت : لبقي محمد ( صلى الله عليه وآله ) لأمته . فخرجت و أنا أقول ما رأيت أكمل منها و لا أجزل ، ذكرت ربها بأكمل خصاله و أجمل جلاله . ثم إنها لما علمت أن الموت لا مدفع له و لا محيص عنه و أن الجزع لا يجدي نفعا و البكاء لا يرد هالكا رجعت إلى الصبر الجميل ، و احتسبت ابنها عند الله ذخيرة نافعة ليوم الفقر و الفاقة . منقول
__________________
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|