[أحمد المهوس]

حين قال النبي – عليه الصلاة والسلام - لأنجشة : ( رفقًا بالقوارير ) , ثم صدَّق قوله الذي قاله في آخر خطبة خطبها في حجة الوداع ( واستوصوا بالنساء خيرًا ؛ فإنهن عوان عندكم ) أي كالأسيرات عند الرجال ؛ وعى المسلم تلك التربية , وأخذ يتبع الهدي النبوي .


قد يوغل المغبون في تلك الأقوال على ظاهرها , ويجريها مجرى العبادات التي لا تتبدل بتبدل الظروف والمستجدات الحديثة , بينما يغفل عن أن النبي قد قطع يد المرأة المخزومية حين سرقت , وقال معرضًا بابنته فاطمة : وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها , وقد أقام القصاص على المرأة اليهودية التي وضعت السم في مأدبة الطعام له ولمن معه من الصحابة , حيث توفي صحابي من جُرّاء ذلك السم , كما أنه رجم الزانية .


معاشر بنات المنتدى كأنهن يتذرعن بتلك الوصايا من النبي , فتراهن يكثرن الخطأ في حضرة الرجال , آمنات على أنفسهن من التوبيخ أو العتب المبطن باللوم المسفِّ أحيانًا , قلما يتورعن عن كلمات نابيات لا يستحسن من مثلهن , فترى الرجل المتحالم يخضع لهن , فيزددن ممالأة مالا يليق من القول , هذا التحالم من الرجل يعود إلى تقدير البنات كجنس ضعيف , بينما ينسى أن كيدهن عظيم , كما يعود إلى سد باب الشبهة التي قد تُقال فيه مقالة السوء حين يتودد لهن , أو أن يغلظ لهن في القول , فترى الرجل يريد الخلاص وكفى .

أوَ ما علمن معاشر البنات أن لسان كثير من الرجال أشد صولة من يده ؟ وأنه يأخذ بذلك القصاص عن النبي , ويطرح عنه تلك الوصايا , فيرديهن موارد التهلكة حين تبكي من قارص قوله وشديد لسانه ؟ إنهن يتبوأن مكانًا عليًّا حين يغض الرجل عنهن طرف لسانه رحمة بهن , فيحسبن ذلك ضعفًا منه , وما هو بضعف , وإنما يعلم أن الرجل هزيل الجسم قصير القامة قوته في عقله , أما الذي يعجبنا جسمه ونسمع لقوله فإنه قلما يكيد , وإنما يحيل الكيد إلى يده بدلاً من لسانه , فكذلك المرأة , فهي تعرف أنها رخوة الساعد أمام ساعد الرجل , فتراها تكيد بعقلها وتحتال , وطالما نجحت , وحوادث التأريخ شهود .


هذا المقال رسالة إلى كل بنات المنتدى العزيزات بأن يتقين الله , فلا يضعن الرجل في محل شبهة إن خضع لهن بالقول اللين , أو أن يقرصهن بالقول فيتهم بالغلظة , وبقلة التهذيب . . . , وأقل ما يقلن عنه : فلان معقد وعصبي ! !