|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 51
|
الغذامي بكل شجاعة يقف ضد الفصل العنصري في السعودية ..من سلسلة مقالات جديدة في لرياض.
فجر الكاتب العملاق الدكتور عبد الله الغذامي قنبلة مشبعة باليورانيم اليوم في جريدة الرياض:هو يصب جام غضبه على العنصرية المقيتة في مجتمعنا ....كما أنه ألمح إلى احتمال عدم استطاعته إكمال سلسلة مقالاته الخطيرة بسب إيقافها ؟؟؟؟؟؟
http://www.alriyadh.com/2006/11/09/article200334.html د. عبدالله محمد الغذامي أثارت قضية منصور وفاطمة أسئلة ضرورية حول دور القبيلة في مجتمعنا وفي تصوراتنا حول أنفسنا وطريقة نظرة بعضنا لبعض، وقصة منصور وفاطمة أنهما زوجان ينسب أحدهما وهي فاطمة الى نسب قبلي، أما زوجها منصور فليس لديه نسب قبلي ثابت، وقد تزوجا برغبة منهما وبموافقة من ولي أمر الفتاة، وبعد فترة من الزواج والإنجاب، أثار اخوة فاطمة غير الأشقاء دعوى قضائية يطلبون فسخ الزواج بحجة عدم تكافؤ النسب، ولقد كسب الاخوة القضية حيث حكم القاضي بالخلع معللاً ذلك بعدم شرعية زواج (غير المنتسب لقبيلة) من امرأة ذات نسب قبلي، وأكد ما ذهب اليه الاخوة بأن مثل هذا الزواج يلحق ضررا بسائر افراد الأسرة لأنه يقدح في نسبهم وفي علاقات الرحم والزواجات الحالية والقادمة. هذه قضية خطرة من جميع جوانبها، المباشر منها الخاص بامرأة وأطفالها وزوجها، وما جرى من التفريق بينما وعدم الاكتراث لخياراتهما الخاصة، وكذلك هي خطرة من حيث المفاهيم التي جرتها هذه الحادثة من حيث الحجج التي سيقت لشرح القضية وتبريرها (أو رفضها) وكذلك في طريقة سلوك الزوج في مواجهة الحادثة حيث راح يؤكد أنه ذو نسب قبلي، وهذا التأكيد منه عزز من مفهوم القبيلة وعزز من موقف القاضي وموقف الاخوة المدعين ضده، حيث صارت المحاجة تقوم عليه لاثبات دعواه في الانتساب، وضاعت قضية التكافؤ بوصفها سؤالاً جوهرياً، وصار الزوج نفسه عامل تعزيز لمفهوم تكافؤ النسب، وبذا جرى تقليص القضية قضاياً لتنحصر في منصور وعما اذا كان من قبيلة أم لا وكان الأهم من ذلك كله أن يبقى السؤال حول صحة (أو عدم صحة) الدعوى في شرط التكافؤ وعما اذا كانت القبيلة هي عنوان التكافؤ وصورته أم لا. في هذه المقالات التي قد تطول وتتعدد سأحاول طرح سؤال القبيلة، وهو سؤال اجتماعي وثقافي أعرف انه حساس ودقيق، ولقد مر علي عهد ليس بالقصير وانا أنوي طرح مسألة القبيلة في مجتمعنا بما انها تمثل نسقا ثقافيا لابد من التساؤل حوله، وكنت أعزم وأنوي ثم انصرف وأسوف تخوفا من مغبة الأمر وتحسبا من حساسية المجتمع، ولقد قررت مرة أن أجعله موضوع محاضرة، وقررت أن أفاتح الصديق الدكتور يحيى الجنيد لتكون المحاضرة عنده في مركز الملك فيصل للبحوث وراحت الفكرة وجاءت مرارا، ولكنني ترددت وتركت الفكرة ومرت سنوات وهي تجيء وتروح، ثم فكرت أن أجعلها في بحث علمي مطول عن سلوك وسيرة النسق الثقافي، وارتحت لهذا الأمر لأنه يعطي مجالا لأن أشرح الفكرة بتوسع وتوثيق، وأرفع عن كاهلي مخاطر المجازفة التي أتوقعها من محاضرة عامة قد تستجلب لغطا كبيرا ومصارعة اجتماعية مؤكدة، ومع هذا التردد بين فكرة وأخرى كنت أطرح الأمر في مجالسي الخاصة مستقرئاً وجهات النظر، ولم تخل هذه المجالس من مفاجآت حيث تكلمت مرة مع رجل ذي شأن ثقافي واجتماعي (وقبلي) كبير، فما كان منه الا ان سألني عن نسبي وعن قبيلتي، وحينما سمع جوابي راح يلومني على طرحي لأمر يراه مسألة فطرية وطبيعية وذلك في فضل القبيلة وأبناء القبائل على غيرهم. لقد كان الرجل عالما ومثقفا جليلا وهو صاحب فكر تنويري واصلاحي، كما انه ابن مدينة وسليل ثقافة مدنية، ولا يعرف عن القبيلة سوى ماهو موجود في شجرة أنساب معلقة في منزله، وحينما كنت أجيبه عن نسبي وعن قبيلتي كنت أفعل هذا بتلقائية وبساطة ولم يتضمن كلامي اي معنى تبجيلي او تفضيلي لنسبي ولا لقبيلتي، بل انني سخرت من نفسي حينما قلت له ربما تشك في نسبي لأن الناس يصفون قبيلتي بالشجاعة والكرم، وأنا لست شجاعاً ولست كريما، خاصة الكرم الجاهلي الذي يمارس في مجتمعنا من ذبح للأغنام واهدار للأموال، وقلت له ان كرمي هو الكرم النبوي حيث كان رسول الله يطعم ضيوفه من طعام بيته، ولم يؤثر عنه أنه كان يقدم المفاطيح ولا الغوزي لمن هب ودب من كبار الكروش، وقلت له لو جئت لبيتي فسأعشيك فولا وتميزا او جبنة وزيتونا، هذا هو عشائي وعشاء من جاء لمنزلي، وزدت عليه في القول حتى أبلغته انني لا استقبل احدا في منزلي الا بعد موعد سابق حتى اخواني واخواتي لا يحضرون الا بعد مهاتفة واتفاق على موعد، وذكرت له قصصا عن أناس اعتذرت عن ادخالهم باب بيتي بعد أن طرقوا الباب على غير ميعاد، وقد حدث هذا عددا من المرات. كان يسمع مني وتلهى عن الرد، وكنت اشعر بامتعاضه من ذلك ولعله قارن ما كنت أطرحه من تساؤلات عن القبيلة وما سمعه من وصفي للكرم الجاهلي ومن احترامي للزمن والمواعيد والخصوصيات، لعله رأى في هذه وتلك عقوقا لقيم القبيلة وتنكرا للأصل، ولعل الذي منعه من الجهر بهذا هو ما اعرفه مما شاع عنه من وصف الناس له بالتنوير. وليس في نيتي ذكر اسم صاحبي هذا وهو رجل معروف ومشهور، ولكنني اشير الى صفته لأقول انه مثال على ما نسميه في النقد الثقافي بالنسق المضمر، وذلك حينما يكون الوعي الثقافي تنويريا والمضمر الذهني رجعيا، وهي صفة لو تمعنا فيها لوجدناها تصيب كثيرا من المثقفين الذين هم نسقيون دون ان يعوا ذلك، ولذا تراهم يقولون بفكر ثقافي متطور ظاهريا ولكنهم ينطوون على مضمر نسقي خطير يقعون ضحية له وينكشف من وراء خطابهم، وهذا ما نسميه بالعمى الثقافي حينما يعجز المرء عن اكتشاف عيوبه، واذا كشفتها له راح يصفك بأنك أنت نسقي ويسوق على ذلك أدلة يظن انه يدينك بها. والأمر ان كل واحد منا هو نسقي بالضرورة الثقافية، ولكن الفارق هو بين شخص يعترف بنسقيته وعيوبه، وشخص آخر ينكرها ويحتال عليها باتهام غيره وبتعيير ناقده بعيب مشترك بين الاثنين، ولا شك ان هذا عيب ثقافي خطر يحتاج دوما إلى كشف وتعرية، وليس من السهل ان تقول: ان كثيرا من المثقفين هم نسقيون ورجعيون في حين انهم يدعون التنوير، وليس سهلا ان تقول عن نفسك انك معيب مثلهم، وانك لست الصحيح بين المرضى ولست ملاكا بين آثمين، انك تحتاج إلى جرعة عالية من الوعي كي ترى عيوبك، تماما مثلما ترى عيوب الثقافة، وعيوب الثقافة هي بالضرورة عيوب لكل افرادها، ولا يمكن الافتراض ان واحدا من افراد الثقافة سيتميز كليا عن قومه حتى ليكون نقيا وسط التلوث وطاهرا وسط النجاسة، هذا تصور خاطئ معرفيا.. واذا كنا نريد كشف ورقة القبيلة فاننا هنا بصدد ممارسة النقد الذاتي ومحاولة كشف النسق الثقافي المتأصل فينا، وبحق كل ذلك أم بباطل، وهذا امر ليس بالهين ولا بالمختصر واني انوي - ان شاء الله - اثارة الموضوع بتفصيل وتوسع، في بضع مقالات قد تبلغ سبعا أو تزيد، وان حبسني حابس فمحلي حيث صار الحابس وهو عذر لدى قرائي وقارئاتي. /////////////////////////// انتهى . |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|