[ومض القلم]

.
.
.
.
.
.
.
.
وبالتحديد ( في حي الامن ) وعند الساعة التاسعة والأربعين دقيقة تقريباً ، لم أتمالك إلا بإيقاف سيارتي عند مجموعة من المسعفين لإنقاذ هذا الرجل ...

سألوني : هل تعرف هذا الرجل ؟؟
اقتربت منه ، نظرت به ، حاولت وبسرعة تذكر جميع الأشخاص الذين مروا على ذاكرتي ( ليس منهم ) !!
قلت : لا أعرفه
ثم سألتهم : ما أمر هذا الرجل ؟؟
قال لي أحدهم : وجدته ملقى في الشارع ( بمجرى مياه السيول مبتل بالماء ) ثم اسندته على حائط المنزل ولعل به مرض ( صرع أو ما أشبهه أو نقص سكر وغيره )

وكان أحد الإخوان ـ حفظه الله ـ يرقي هذا الرجل ولكنه لم يلاحظ عليه أي تغيير أو اضطرابات ما عدا سرعة في التنفس ...

دهشنا من المشهد نحن لا نملك شيئاً نستطيع إسعافه به فالرجل ليس عليه آثار الصرع كالتشنج أو برودة الأطراف أو غيرها من أعراض الصرع ، وأيضاً ينظر إلينا ويتحرك وقلبه ينبض ورأته تتنفس ولكن لا يتحدث !! ( سبحان الله )

جلسنا حوله نحاول إسعافه بحيلتنا الضعيفة حتى أتى الإسعاف ونزل المسعف وفحص الضغظ والقلب ( سليم الحمد الله ) ثم أركبناه في سيارة الإسعاف وانطلقوا به إلى المستشفى ...


ولكن ـ يا أحبابي ـ الأمر ليس هكذا والله أعلم !!

بعدما ذهبت به سيارة الإسعاف وتفرق الجمهور انطلقت مباشرة وبشكل تلقائي إلى ( البقالة ) المجاورة للحادثه وسألت صاحب البقالة :
هل تعرف شخصا ( وذكرت صفات ذلك الرجل ) ؟؟؟
قال لي البائع : نعم أعرفه ، فقلت له : من هو ؟؟
قال : هو شخص يعودني بالشهر مرة واحدة وقد أتى قبل قليل وطلب مني نقوداً ( سلفة ) ورفضت أن أعطيه فذهب ...


بعدها عرفت أن الرجل لم يغش عليه من شيء سوى أنه ( جائع وعطشان والله أعلم ) شفاه الله من كل سوء




ومضة :
تخيل لو إنك مكانه