[بدر الشايع]

قرأت خبراً يبدو للبعض غريباً بعض الشيء , حيث تقول وكالة الأنباء ما نصه :

طوكيو - ازداد عدد الوفيات الناجمة عن الإفراط في العمل في اليابان خلال السنة المالية 2006-2007 بالرغم من حملة حكومية للحد من نظام الساعات الإضافية المنتشر إلى حد كبير في المؤسسات.

وأعلنت وزارة الصحة اليابانية الخميس أن حوالي 355 موظفا أصيبوا بأمراض خطيرة أو توفوا لهذا السبب بين آذار/مارس 2006 وآذار/مارس 2007، أي بزيادة نسبتها 7.6% قياسا إلى السنة السابقة.

ومن أصل هذا العدد توفي 147 موظفا اثر الإصابة بجلطة دماغية أو أزمات قلبية.

ووفاتهم مرتبطة بالعمل المفرط وهي ظاهرة باتت تشكل آفة اجتماعية حقيقية خلال مرحلة النمو الاقتصادي الكبير الذي سجلته اليابان بعد الحرب.

وقد ازداد الضغط خصوصا على الشبان الموظفين المناوبين الذين يتنامى عددهم في اليابان كما أكد ميكيو ميزونو المحامي المتخصص في شؤون الوفيات بسبب العمل.

وقد حاولت السلطات مكافحة هذه الظاهرة من خلال تشجيع الموظفين خصوصا على اخذ عطل لتكريس أوقات لعائلاتهم.

انتهى الخبر ...




لا أخفيكم أني قمت بقراءة الخبر أكثر من مرة و ارتسمت في مخيلتي جداول مقارنة بين حالنا وحالهم !!

بدأت تدور في رأسي أسئلة كثيرة وغريبة ...

ما هو السر في حبهم للعمل ونحن نتململ من وقت الدوام الطويل حسب زعمنا , والذي يذهب في تصفح الجرائد ونتبادل الضحكات مع زملاء المكتب .

ما السر الذي جعل اليابان في مصاف الدول المتقدمة وهي لا تحوي أي مقوم من مقومات الحياة حيث لا تملك من الموارد الطبيعية إلا صيد السمك !

تخيلوا دولة تستورد الخضار والفواكه واستطاعت أن تقارع دول العالم الكبيرة !

أليس من الأولى أن نكون نحن أمة العمل والإنتاج فنحن نحمل دين من أكمل الأديان , حيث بدأ عز وجل قرآننا بقوله ( إقرأ )

قد يأتي من يقول هؤلاء يعيشون لأجل العمل فقط فليس لهم دين , أقول وماذا عن حال ماليزيا تلك الدولة المسلمة الآمنة التي استطاعت بتضافر جهود شعبها أن تنهض وتتقدم لتسابق الزمن , فبالله أي دولة تستطيع أن تنهض وقد اُنهكت قواها بأزمات ليست بالقليلة ولعل آخرها أزمة النمور الأسيوية .

لعلنا نلهو قليلاً ونضيع شي من الوقت بحسبة بسيطة لساعات العمل اليومية التي يقضيها الموظف لدينا من بداية دوامه الساعة 8 حتى الساعة 2.30 حسب النظام المعتمد, سأحاول توزيعها حسب ما رأيته من مراجعاتي ومن حديث الناس وحتى اعتراف بعض الموظفين , ولا يعني هذا التعميم الكامل فهناك من يقوم بعمله على أكمل وجه .

من الساعة الثامنة حتى التاسعة تسجيل حضور وهذا راجع للمدير المباشر وحسب أريحيته في إغلاق الخط .

من التاسعة للعاشرة فطور وقراءة الجرائد وتبادل أحاديث الأمس من أسهم و و و و

يبدأ الدوام الفعلي من الساعة العاشرة حتى الساعة 12 حيث يستأذن الأغلبية بحجة الذهاب لأداء صلاة الظهر أو إحضار الزوجة العاملة أو الأبناء من المدرسة .

يتخلل فترة الصلاة والعودة بالأبناء فترة غداء قد تنهي عمل هذا اليوم حسب المدير كما أسلفت .

ومنهم من يرجع ويكمل حتى الساعة 1.30 أو حتى الثانية وبعدها لن تجد من يستقبلك . بل أنك أحياناً قد تضطرك الظروف للمراجعة بعد الساعة الواحدة ليقابلك الموظف بابتسامة صفراء فاقعة , وبشيئ من الإمتعاض :

راجعنا بكرة
فهو لن يحمل نفسه قراءة المعاملة والتكرم عليك بتبيان ما قد نقص من المعاملة .

هذه الحال ليست للموظفين فقط فالجميع متهم من معلمين ومهندسين وممرضين وأطباء وغيرهم .

متى نجد السعودي يستلذ وهو يقوم بعمله على أكمل وجه أو على الأقل ( يحلل راتبه )