ملاقـيــف المــساجـد .. !

أخذَ يتوضأ بسرعة ..
فالمؤذنُ قد أقامَ الصلاة قبلَ دقائقَ مَعدودة .. !
ولذا عليهِ أن يَلحقَ بالصلاة .. قبل أن تفوتهُ "كالعادة" !
وبسرعةٍ خاطفة .. أخذَ يَمسحُ وَجهَهُ العَابس بفوطةٍ مُنسدلةٍ على الجدار .. !
ثمّ لبسَ نعليهِ السوداويتين .. وانطلقَ يَعدو نحوَ المَسجد .. !
ترتيلُ الإمام الحزين .. يَملأ الأجواء بروحانيّة عذبة .. !
لم تكن الخطوات المُستعجلة لتسمحَ لهُ أن يَستمتع بالآيات الجميلة ..
وصلَ إلى باب المَسجد فرَمى نعليهِ فوقَ كومة الأحذية .. و دلفَ بسرعة .. !
أخذَ يتلفتُ داخل المسجد .. يمنة ًويَسرة .. !
أمممممممممم .. أجواء المَسجد .. لم تعجبهُ "كعادته" !
ذهبَ إلى المُكيّف .. وأخذ يُضغّطُ الأزرار بـ جلافة .. يريدُ أن يُخفف البُرودة .. !
لم يُعجبهُ الوضع .. فأغلقَ المُكيّف برمته !!
شارف الإمام .. أن يركع في ركعتهِ الثانية !
فذهبَ بسرعة إلى المُكيّفات الأخرى وثوبهُ يُصدرُ أصواتاً مزعجة .. ثمّ أغلقهنّ !
دخلَ بين صُفوف المصلين .. وكبّر .. !
بدأ الحر يتسرّبُ إلى المَكان .. !
وأخذَ العرقُ يتصببُ من على المُصلين .. !
الجميع .. يشتمُ بداخلهِ ذلك "الملقوف" الذي آذاهم وكدّر عليهم صلاتهم ..
والبعض الآخر .. كانَ يدعو عليهِ بسجوده !
سلّم الإمام .. !
فقام َ .. ونقرَ الركعتين كنقر الغراب .. !
وسُرعان ما انتهى .. !
تنهّد ، وأخذَ يُعدل في شماغه .. ثمّ خرجَ مُسرعاً .. !
وفي طريقهِ للرجوع ..
نظرَ إلى ساعتهِ العتيقه ..
إنهُ .. لم يمكث في المسجد أكثرَ من خمسِ دقائقٍ فقط !
* * *
تلكَ العينة من ذلك الرجل، تكثر في مسجد حارتنا ، وذلكَ أنكَ لا تكادُ تكبرُ مع الإمام، إلا وتسمعُ من يَأتي خلفكَ فيفتحُ النوافذ ويُغلقُ المكيفات ويُضغّط أزرار المراوح والأنوار ، و و و ..
لم يدفع ريالاً واحداً في بناء المسجد !
لا يمكث سوى دقائق معدودة ثم يعودُ إلى بيته !
مع ذلك لم يحترم بيت الله، ولم يحترم المكان العام الذي يرتاده العشرات من المصلين ..
تقديري للجميع !
__________________
[POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM]
|