|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
..::[ غنيمة الحياة الدنيا ]::..
بسم الله الرحمن الرحيم
لما كانت دار المعاش دار الابتلاءات و الامتحانات ، كان الإنسان بطبيعته يميل إلى الدعة و الراحة ، و يشتاق إلى لحظات الأنس بمن يواسيه في حياته ، و لا تكاد تجد في الدنيا إنسانا بلاصاحب موادد ، أو صديق معاضد ، فالخلطاء من نفائس الغنائم ، و اختيارهم من أجل المطالب ، فالصديق توأم الروح ، و جابر الخاطر ، يتقلب بمشاعره كيفما تقلبت ، يُحس بما تحس به ، يحزن لحزنك ، يفرح لفرحك ..بل لا أكون مجازفاً إن قلت أنه يفرح أشد من فرحك ، و يحزن أشد من حزنك ، يُلقي بقلبه ليستقر في جسدك ، و يأخذ قلبك ليعيش مكانه ، في شعور متبادل .. و الناس على أنواع تختلف باختلاف شخصياتهم و قبولها عند الناس و قبول الناس لها ، فهناك من يعيش بين حشد هائل من الأصدقاء و الزملاء و يقبل التعرف و التوسع في ذلك و التودد لأي أحد من الناس ، و هناك من يعيش حالة عزلة نسبية فلا تراه إلا مع شخصين اثنين أو واحد ولا يرغب التعرف على غيرهما ، و هناك من يتسابق الناس إلى شرف معرفته لما يحمله من صفات تحث الناس على قبوله ، و التنافس على قربه و هذا صنف عزيز لأنه لم يصل إلى هذا القدر إلا لعلوه في صفاته ، و لاشتهاره بأخلاق أو صفاتٍ أو مهاراتٍ جعلت منه إنسانا محبوباً يُطبق الكل على محاولة التقرب إليه . . إن معرفة الرجال غنيمة هذه الحياة ، و لن تستطيع توسيع أطر علاقاتك بالناس حتى تكون كما يُريدون فيما هو قابل للتحول ، فالناس على مذاهب و مشارب ، فلا بد أن تكون حاضر العقل حينما تلتقي بإنسان فتعرف ماذا يُريد و بما يُفكر ، و كيف يكون ، فتكون مثله لا عن جهالة و سذاجة ، و لكن عن سياسة و تواضع ، و لتعلم أنه ما من إنسان إلا و أنت بحاجة إلى تعلم ما يتقنه هو ، و بذلك تتعلم على يديه أو تستفيد منه . [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]الناسُ للناسِ من بدو و حاضرةٍ = كل لكلٍ و إلم يشعروا خدموا[/POEM] هناك من يظن أن توسيع العلاقات خطأ محض و يُحذر منه بإطلاق ، و هناك من يظن أن تحجيم العلاقات بإطلاق خطأ ، و هذه أحكام غير موزونة ، فإن ذلك خاضع للأشخاص و طبيعة التكوين الفسيولوجي لديهم ، و لكن الأفضل في الأعم الأغلب هو توسيع دائرة العلاقات التي ينتفع منها الإنسان لحديث : ( المسلم الذي يُخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) ، و ليست هذه النظرة قائمة على مسلك المصلحة و حب الذات ، و لكن الانتفاع الأهم هو ارتقاء الروح ، و سمو القلب ، و بناء العقل ، و هذا يتأتى من طريق القرناء و الجلساء و الخلطاء ، و أنت بالمقابل لن تكون فاعلاً متفاعلاً في محيطك إلا من خلال اتصالك بالآخرين و للاتصال مهارات ليس هذا موضع الحديث عنها .
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 20-07-2008 الساعة 08:58 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|